التائب من الذنب كمن لا ذنب له، هذه هي حقيقة التوبة فهي تجبُّ ما قلبها من الذنوب والخطايا، ولذلك فمن رحمة الله بنا أن فتح لنا باب الإنابة إليه، والذي لا يغلق سوى في حالة الموت وطلوع الشمس من المغرب، فإن وقعت إحداهما أغلق باب التوبة أمام العبد مصداقاً لقوله تعالى: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً" النساء، وإن كان باب التوبة ما زال مفتوحاً أمامنا فحريٌ بنا أن نبادر ونسارع تائبين منيبين إلى ربّ العالمين.
شروط التوبة النصوحالتوبة النصوح: هي تلك التوبة التي يقر بها العبد الندم على فات من ذنوبه مع حرصه على عدم العودة إليها وهجر كل ماله علاقة بها، التي إذا ما صدّق قول العبد فيها فعله، والتزم بها كانت مكفرة لذنوبه وخطاياه حتى يُنسي الله الأرض كل ذنب عمله عليه، بل وتمحى من سجلات أعماله، ثم ينادي مناد من السماء :"أن هنؤوا فلاناً فقد اصطلح مع الله"، موقف عظيم إذ هل كان لله من الإنسان في حاجة حتى يفرح بتوبته وهو الغني عن كل مخلوق؟ كلا ولكنها تلك الرحمة الفريدة التي بها تفضّل الله وتكرّم على عباده ليطهّرهم مما علَق بهم من أدران ثم ليورثهم من بعد ذلك جنته.
هذا ومن جانب آخر وجدنا بعض العصاة الذين أسرفوا على أنفسهم بالخطايا والذنوب، قد نفث الشيطان في خلدهم بأنّهم إذا ما عادوا إلى ربهم تائبين نادمين بأنّ الله سيصدهم ويطردهم عن باب القبول، وينسون:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
من قصص التوبةإن للتوبة والعودة إلى الله والإقبال عليه شأن عظيم، وآثار طيبة مباركة يخلفها الله على عبده في الدنيا قبل الآخرة، و لذلك سنذكر شيئاً من هذا بأسلوب قصصي فريد، لما فيه من العبرة ما فيه ومن ذلك:
المقالات المتعلقة بشروط التوبة النصوح