ما الحكمة من تكرار آية فبأي الاء ربكما تكذبان

ما الحكمة من تكرار آية فبأي الاء ربكما تكذبان

يعدّ القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى المعجز، أنزله على سيّدنا محمّد "صلّى الله عليه وسلّم" ليهدي به المسلمين والبشر جميعاً. عند قراءتنا للقرآن الكريم نجد فيه كلّ أوجه الإعجاز الّتي ميّزته عن باقي الكتب؛ فهو كلام الله وليس كلام البشر، وقد عكف الكثير من علماء المسلمين على دراسته والوقوف على كلّ مظاهر الإعجاز في كلّ سورة وآية فيه.

سورة الرحمن

سورة الرحمن هي إحدى سور القرآن الكريم الّتي تتجلّى فيها عظمته سبحانه، ويرى المتأمّل في آياتها إعجاز الله فيها. وهي سورة مدنيّة، ترتيبها الخامس والخمسين من بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها ثمانٍ وسبعون آية، وموضوعها الأساسيّ هو الحديث عن نعم الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، والحديث عن عجئاب خلقه وصنعه، ودعوة النّاس للتدبّر في هذا الكون وما فيه، ودعوتهم لعبادة الله العظيم، وهي شهادة للخلق كلّهم الإنس، والجن، بأنّهم لا يمكنهم إنكار نعم الله عليهم أو تكذيبها.

تتميّز سورة الرحمن عن غيرها من السور بإيقاع فواصلها في بعض الآيات وتكرار آية "فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان" واحداً وثلاثين مرّة، وهي تبدأ بذكر الرحمن "الله سبحانه وتعالى"، وتتحدّث عن عجائب خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نعم، وعن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ، كما وتعرض السورة لصورة مشاهد يوم القيامة والحساب، وما فيها من عقاب وجزاء للكافرين والمؤمنين، وتختتم السورة بـ "تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام".

تكرار (بأيّ آلاء ربّكما تكذّبان)

تساءل الكثيرون عن سبب تكرار "فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان" والحكمة من ذلك، وقد كذّب الكفّار الرسول صلّى الله عليه وسلم بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هذا القرآن من عنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعي له. إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعجاز الكثير، فالله سبحانه وتعالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعمه وتأكيداً عليها لتذكير النّاس بها، فمن عادة العرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، فالاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغة العرب وكلامهم.

كما أنّ هذه الآية تمّ تكرارها واحداً وثلاثين مرّة، وهي من مضاعفات الرّقم سبعة بالاتّجاهين، والمتأمّل في الآيات وأعدادها يجد أنّ هناك علاقة رياضيّة في أرقام هذه الآيات وتكرارها، وهي علاقة عجيبة أساسها الرّقم 7، ولم يأت ذلك من فراغ عبثيّ وإنّما كانت هذه الآيات دليلاً على أنّ الله سبحانه وتعالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هو نفسه الّذي أنزل هذا القرآن الكريم المحكم.

المقالات المتعلقة بما الحكمة من تكرار آية فبأي الاء ربكما تكذبان