أفضل عمل يحبه الله

أفضل عمل يحبه الله

أعظم الأعمال هي التي تؤدّيها مع المحبّة والرغبة في تأديتها ، فما بالك لو كانت هذهِ الأعمال يُحِبّها من ستؤدّيها له ، فبلا شكّ ستزداد أهميّة العمل وتعظم ، وفي ديننا العظيم اعمالٌ جليلة نقيمها ونؤدّيها طاعةً لربّنا جلَّ جلاله ، وهذه الطاعة هي لأنّ الله أمرنا بها ، ويكون الأجر والثواب والمنزلة العالية بإلتزامنا فيما أمرنا به ، وبما نهانا عنه.

وكثير هي الأعمال التي نتقرّب فيها إلى الله سُبحانه وتعالى ومن اعظم ما نتقرّب بهِ إلى الله هو ما افترضهُ علينا ، كما في الحديث القدسيّ : ((إنَّ اللهَ تعالى قال : من عادى لي وليًّا ، فقدْ آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه ، وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه ، فإذا أحببتُه كنتُ سمْعَه الذي يسمعُ به ،وبصرَه الذي يُبصرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه، وإن استعاذَني لأعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه تردُّدي عن قبضِ نفس المؤمن ، يكره الموتَ وأنا أكْرهُ مساءتَه )) .

لا شكَّ ان الطاعات سواءً كانت فرائض أو نوافل هيَ أعمال يُحبّها الله عزَّ وجلّ ، ولكن هُناك أعمال بيّنها لنّا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عدّة أحاديث ، ومن اهمّ هذهِ الأعمال هي أداء الصلوات في وقتها المُحدّد وبدون تأخير لأنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كِتاباً موقوتا ، وكذلك من أهمّ هذهِ الاعمال بعد اداء الصلاة التي هيّ لله وحدهُ لا شريك له ، هيَ بِرُّ الوالدين ، فنجد دائماً أنّ الله سبحانهُ وتعالى يقرُنُ عبادتهُ وطاعَتَهُ ببرّ الوالدين ، وهذا إن دلَّ على شيء فإنّما يدلُّ على عظيم أجر البرّ وعظيم ذنب العقوق الذي هو من الكبائر ، وكذلك من أحبّ الأعمال إلى الله هو الجهاد في سبيله ، فالجهاد في سبيله والقتال أمرٌ يُخالف هوى النفس ، وفيه بذلٌ للأرواح والمُهَج في سبيله ، وهذا من أعظم القربات وأكثرها درجة ، وهذهِ الأعمال لها دليلٌ شرعيّ من سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ففي الحديث الذي رواه ابن مسعود رضيّ الله عنه قال : ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها. قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني))- روا البخاريّ.

ولكن لا نعني بكلامنا هذا أنّ هذِه فقط هي الأعمال التي يُحبّها الله عزَّ وَجلّ ، فكلُّ عملٍ صالحٍ تؤدّيه ، سواء أكان عبادةً أو معاملةً مع خلقِ الله من إعانةٍ لمكروب والسعي لقضاء حوائج الناس ، ومساعدة الفقراء منهم ، والوقوف على مصالحهم هو من الأعمال التي يُحبّها الله عزّ وجلّ ، وهُناك قاعدة عامّة يجب على المُسلم أن يلتزم بها وهيَ أنَّ أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّت ، فالمحافظة على العمل الصالح ولو كانَ قليلاً في نظرِك هو من أحبّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلّ.

المقالات المتعلقة بأفضل عمل يحبه الله