قانون الجذب العام ينصّ قَانون الجذب على أنّ كل ما تفكّر به وتشعر به يصبح حقيقيّاً، وأنّ ما يحدث معك اليوم من أحداث ومُجريات هي نتاج أفكارك بالأمس. إنّنا نستخدم قانون الجذب كل يوم دون أن نشعر، ونُوظّفه في مُعظم افتراضاتنا التي تبدوا حقيقيّةً فيما بعد فمثلاً؛ إذا استَيقظت صباحاً وافترضت أنّ نهارك سيكون سيئاً فإنّه حسب قانون الجذب سيكون سيئاً، أمّا إذا افترضتَ أنّ نهارك سيكون سليماً وسعيداً، وأشبعت نفسك بهذا الاعتقاد كأنّه حقيقية فإنّ قانون الجذب سيتولّى هذه المهمة!
إننّا مُحاطون بقانون الجذب في كلّ نشاطات حياتنا اليومية، فلا تكاد تخلو ثانيةٌ واحدةٌ من نهارنا دون قانون الجذب، اختيارك لهَذا المقال والشروع بقراءته دليلٌ على قانون الجذب، فأنت فكّرت في الأمر وتوليتَ جذبَه إلى شاشتك. هنالك ثلاث خطواتٍ أساسيّة في قانون الجذب وهي : فكّر، اطلب، تلقّى. في هَذا المقال سنستعرِض الخُطوات العمليّة للقيام بالخطوات الثلاث.
خطوات استخدام قانون الجذب - استخدم تمارين التأمّل: يُشار إلى أنّ تَمارين التأمّل مِن شأنِها أن تَجعلَ ذهنَك أكَثَر صفاءً، وتفكيركَ أكثَر وضوحاً وتجعلَك محددّاً ومُقدِّراً جيداً للأمور التي تَدورُ مِن حولِك. اخترْ مَكاناً هادِئاً، واجلسْ جِلسةً صِحيةً، وابدأ بإفراغ عَقلِك مِن كُلِّ الأفكارِ والأحداثِ والمشكلاتِ التي تَدور في رأسِك، حاولْ أن يكونَ تَنُفّسك مُنتَظَماً أثناء ذلك، اخترْ أن يكون ذهنك صَافياً لا تَعلوه أي فكرة، ابدأ بخمسِ إلى عشرِ دقائق يومياً، ثمّ زدْ المدة التي تقضيها في التّمرين حسبَ وقتك اليوميّ.
- قرّرْ ماذا تُريد، وعندما تَفعل، لا تشكّك بقُدُرَاتِك. تَذكّرْ دَاِئماً أنّ ما تَبثَّه إلى الكونِ فإنّك تتلَقّاه، اعرفْ ماذا تُريد بالضْبط حتى لا تَكونَ رسالَتُك مُشَوّشَة. إذا أرسلْتَ رِسَالَتَك إلى الكونِ بشكلٍ غيرِ واضِح، فإنّ الكونَ سيَتَلقّى تَردّدات رسَالتك بشكلٍ غيرِ واضح، ولن تكونَ النتائجُ حسبَ ما تَأمَل. كنْ واضحاً فِيما تُريد لِتِصِل رسَالَتك إلى الكَونِ بترددٍ واضحٍ، ابتعدْ عن شَبَحِ السُؤال بـ "كيف ذلك ؟! " مَهَمّتُك الآنَ أن تَكَون واضحاً ومحدّداً فيما تريد، واتركْ الباقي لقانون الجذب.
- اطلبْ ما تُريد : عندَما تُقرّر ماذا تُريد وتكونَ واضِحاً في قرارِك، ابدأ بطلبه، تَخيّل ما تريدُه وكأنّه حَدَثَ بالفعل، كَرّر هذا الأمَركأنّك تُشاهِد فيلماً مُسجّلاً مرّةً تلِو المَرَة، ادخلْ مَشاعِرك بالأمر وتَنَاغَم مَعه، فمثلاً: إذا كانت غايتُك النَجَاحَ فيْ الثَانَويّة العامّة، تَخيّل أصدِقَاءك وأقارِبك يُهنِّؤونَك على تَفوقِك، أو إذا كنتَ تَرغبُ بامتلاكِ سيّارةٍ جديدةٍ، تَخيّل نَفسَك وأنتَ تَقودُ السيّارة، اشُعُر بالشُعورِ وكأنّك بالفعل تَمتلِكُها وتَقودُها، كَرِّر المَشَهد كلّما سَنحتْ لكَ الُفرصَة في ذَلِك .
- اكتبْ شُعورَك تِجَاه الأمر: اكتبْ شُعورَك تَجاه الأمرِ وكأنّه تَم، اكتبه بعبَارَاتٍ قصيرةٍ قابلةٍ للحفظِ، كأنّ تَقولَ مِرَاراً " أنا أشعر الآن بالرضا والسعادة ...". اكتبها بصيغَة المُضارِع وكأنّك تَحياها الآن، تَجنّبْ النَفي في جُمَلِك التِكرَاريّة، كأنّ تَقول "أنا أشعر بالامتنان كونَ الشيء لم يحدث". لأنّ الدِمَاغ حينَ يَكونُ سَلبيّاً ومُتلقيّاً يُسقِط "لا" ويستوعبُ الفِعل. كَرّر العِبَارة لأيام واجعل عبارتك سليمة، وخَيالك واضح.
- اشعر بالأمر: مَاذَا سَيَكونُ شُعورُك لو حدَث ما تتّمنى بالفعل؟ إذا كنتَ سَتشعرُ بالرّضِا أو الفْخِر أو السَعَادة، أو الامتنِان فاجعلْه شُعورَك في هذه اللحظة. إنّ المشاعرَ هيَ المِفتَاحُ لِبِنَاء الأفكار، والأفكار تتحَول إلى حَقَائِق، ما تُفكّرُ به اليوم سَيَكونُ حَاضِرُك غَداً فَكّر بإيجابيّة، وتَفَاءل بالخيرِ تَجدِه.
- اظهرْ امتنَانَك: إظهارُ امتِنَانِك لِلأمُور والأحدَاثِ والأشخاصِ مِنْ حَولِك، وشكرِ الله تَعَالى علَيها لَه الأثر البَالِغ في الوصولِ إلى الرِضَا والسعيّ لطلَبِ المَزِيد مِنَ العَطَايا والهباِت. اكتبْ قائمةً بالأمُورِ التي تَرى نَفسَك مَحظوظاً بِها، وسَتُذهل بأنّها قَائِمةٌ طَويلَة.
- ثِقْ بقَانُون الجَذِب: إنّ الله تَعَالى سَخّر الكَونَ كُلَّه لِخدمَة الإنسانِ، ثَقْ تَمَامَاً أنّك عِندمَا تُصدّق بقَانُون الجِذبِ فإنّ قُوى الكَونِ كِلُّها تتّحدّ لِتَكونَ مَع سَعيِك وطَلِبك، لا تُخضعْ الأمَرَ للتجُربة افعله كأنّه حَقيقَة.
خِتَاماً تجدُر الإشَارة إلى أنّ قَانون الجَذب العام لا يَتعارَض مع التعاليمَ الدِينيّة، ولا يَتعارُض مَع قَدْرِ الله، ولا يُشكّك بالقَضَاءِ والقَدْر؛ لأنّ التَعالِيم الدينيّة تَحضُّنَا على التَفاؤُل والعزيمةِ ونَبذُ الشكِّ واليأس؛ فالمُؤمِن يُوقينُ أنّ الله تَعالى قَادٌرعلَى كُلّ شِيء، وأنّ اللهَ أودَع فينا هَذِه الأحلاَمَ والرغبَات المّشرُوعَة، لنَسْعَى لَها ونُدرِكَها.