رافق ظهور الدولة الإسلامية أدب إسلامي يختلف تماماً في خصائصه عن الأدب الجاهلي، وتجلّى ظهور هذا الأدب الإسلامي بشكل واضح في العصر الأموي، حيث فتحت الدولة الإسلامية الآفاق أمام هذا الأدب للازدهار والتطوّر، وحفّزت وضوح سمات هذا الأدب العوامل بمختلف مجالاتها الدينية والاجتماعية والسياسية.
الشعر السياسي في العصر الأمويأثر العامل السياسي في الأدب في العصر الأموي كثيراً، فأدى ذلك إلى ظهور ما يسمى بالشعر السياسي الذي يصف الحال في تلك الفترة، وقد ساهمت الأحزاب السياسيّة التي ظهرت في تلك الفترة في توسّع رقعة الشعر السياسي، إذ أصبح الشعر وسيلة للتعبير عن مبادئها والدعوة إلى أفكارها ومنافسة خصومها من الأحزاب السياسية الأخرى، فتمثل بذلك ظهور شعراء ينطقون بلسان كل طائفة كالأمويين والخوارج والشيعة والزبيرية وغيرهم، وأصبح الشعر في تلك الفترة سلاحاً حاداً في الهجوم على العدو، والتشهير بمبادئ الجماعة السياسية والدعوة إليها.
ويعرف الشعر السياسي بأنّه الذي تدخل في أبياته الشعرية عدد من الآراء والتوجهات السياسيّة من دون إهمال القيمة الأدبيّة والفنية للشعر، ويستخدم كوسيلة للتعبير عن الرأي السياسيّ للشاعر أو الحزب الذي ينتمي إليه، ويذكر بأنّ تاريخ الشعر السياسيّ يعود إلى العصور الجاهلية، وارتسم هذا الشعر بشكل قِبَلي، وامتد إلى عصر صدر الإسلام أي أواسط القرن الثاني للهجرة، ومن أشهر شعراء هذا اللون هم الأخطل مادح الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، والشاعر جرير الذي اختص بنظم قصائد المدح في هشام بن عبد الملك، والأخطل المعروف بثلاثي الهجاء، والفرزدق.
خصائص الشعر السياسي في العصر الأمويانفرد الشعر السياسي في العصر الأموي بعدد من الخصائص، ومن أهمها:
المقالات المتعلقة بخصائص الشعر السياسي في عصر بني أمية