حكـــــــم النقـــــــاب

حكـــــــم النقـــــــاب

تعريف النقاب:

غطاء خفيف يوضع على الوجه، يخفي ملامحه، قد تظهر منه العينان وقد يخبأ العينان، إلا أن العلماء والمفتين الذين يقرون بوجوب النقاب يعتبرون أن ما يخفي العينين أفضل، ويعتبرون من تكشف عن وجهها وكفيها سافرة.

لم يتفق علماء المسلمين على وجوب تغطية الوجه والكفين للمرأة المسلمة أمام الأجانب، وقد تعددت التفسيرات والأدلة على وجوب تغطية الكفين والوجه وعلى عدم وجوبه كذلك، وبحسب مذهب الإمام أحمد وكذلك الصحيح من مذهب الإمام الشافعي أنه يتوجب على المرأة المسلمة تغطية وستر وجهها وكفيها أمام الرجال الأجانب، وقد اعتبر أن الوجه الوجه والكفين عورة، أما بحسب مذهب الإمامين أبي حنيفة ومالك أن تغطية الوجه والكفين غير واجبة، بل هي مستحبة، إلا أن علماء الحنفية والمالكية أفتو بوجوب سترهما وذلك منذ زمن بعيد، عند الخوف عليها من الفتنة، بها أو عليها.

المقصود بالفتنة:

أن تتحلى المرأة بسمات كثيرة وقوية من الجمال وحسن الوجه، والمقصود بالخوف عليها من الفتنة أي أنه يخاف عليها من الفساد وانتشار الفساد في المجتمع .

أدلة شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية على وجوب(فرض) تغطية الوجه والكفين:

قوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [الأحزاب:59] .

والتفسير :

تغطية الوجه إذ أن معنى كلمة الجلباب في الآية السابقة هو القماش الذي يوضع على الرأس، وعندما يتدلى يستر الوجه، وقد فسر أيضاً على أنه ما يستر البدن كاملاً. وذلك بحسب الإمام القرطبي.

قوله تعالى ( إلا ما ظهر منها ) سورة النور.

والتفسير : يقصد بها ظاهر الثياب وذلك بحسب ابن مسعود رضي الله عنه، أو ما ظهر من المرأة دون قصد مننها كمثل أن تكشف الريح شيء من جسدها، أما كلمة الزينة في العربية تشير إلى ما تتزين به المرأة من حلي وثياب.

الدليل الشرعي على وجوب (فرض) الحجاب:

قوله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] .

والتفسير:

ليس المقصود هنا أمهات المسلمين فقط دون غيرهن من نساء المؤمنين بل يشمل القصد نساء المؤمنين عامة، أي كل النساء المسلمات.

قوله تعالى: ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) [النور:31] .

والتفسير:

روى الإمام البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت " لما أنزلت هذه الآية أخذن أزرهن. فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها ".

والتفسير:

فسرها الحافظ ابن حجر بقوله : المقصود بكلمة اختمرن أي غطين وجوههن.

قوله تعالى: ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن)[النور:60].

التفسير :

وهذا يدل على أن النساء المسلمات الكبيرات في السن اللواتي لسن مبرجات بزينة " أي لا يزين وجههن بزينة ما " يجوز لهن وضع الثياب عنه والمقصود هنا "الوجه"، ، وقد دلت هذه الآية على الإجازة للنساء الكبيرات فقط، لأن غيرهن، من النساء وهن الشواب قد أمرن بلبس الحجاب وستر الوجه، ورغم الإجازة التي جاءت للنساء الكبيرات في السن، إلا أنه كذلك طلب منهن التعفف ووضع النقاب وذلك خير لهن.

المقالات المتعلقة بحكـــــــم النقـــــــاب