تُعدّ ثعابين البحر الكهربائية نوعاً من أنواع الأسماك البحريّة، وتعرف بـ (Electrophorus Electricus)، أمّا اسمها المعروف للعامة فهو (سمك رعاش)، أو (انقليس)، وهو يعتبر من فصيلة الأسماك بالرغم من أنّ شكله قريباً من الثعابين، وتستطيع هذه الثعابين أن تولّد طاقة كهربائيّة كبيرة تصل إلى ما يقارب الـ 600 فولت وأكثر، وبالتّالي فإنّ صدماتها الكهربائيّة قد تكون قاتلة في أغلب الأحيان، ولذلك يعتبر من الحيوانات المفترسة المنتشرة بشكل كبير في القارة الأمريكيّة الجنوبيّة .
تُعدّ البيئة الأصليّة والمثلى لثعبان الماء الكهربائيّ هي المنطقة الشمالية من القارة الأمريكيّة الجنوبيّة وتحديداً في نهري (الأمازون) و(الأورينوكو)، حيث تعدّ أنهاراً طينيّة، ويوجد من هذه الثعابين التي تحدث تفريغاً كهربائياً، والتي تعدّ من أصناف الأسماك حيث تنتمي لفصيلة الشبوط والسلوز، ما يقارب الخمسمئة نوعٍ، إلاّ أنّ أشهرها وأقدرها على تفريغ الكهرباء هو هذه الثعابين الرعاشة التي تشلّ فريستها وتمنعها من الحركة عن طريق إحداث تشنّجات بالعضلات.
إنّ هذه الثعابين تستعمل التفريغ الكهربائي من أجل اصطياد الفريسة، وأيضاً من أجل التواصل فيما بينها، وأيضاً من أجل حماية نفسها والدفاع عن بقائها.
تتّصف هذه الثعابين بلونها الزيتوني المائل إلى البني، أمّا طولها فإنّها تتراوح بين المترين ونصف، ولها ذيل مدبّب طويل، وأيضاً يوجد خلف خياشيمها زعنفتان صغيرتا الحجم، بينما الزعنفة الكبيرة الحجم توجد في القسم السفلي من الجسم، وتتغذّى على الأسماك صغيرة الحجم وأيضاً على الضفادع.
اكتشاف ثعابين الماء الكهربائيّةيعود الفضل في اكتشاف ثعبان البحر الكهربائي، إلى كلّ من العالمين (ألكسندر فون همبولت) و(إيمي بونبلان)، وذلك حينما كانا يستكشفان غابات في القارة الأمريكيّة الجنوبيّة، وكان ذلك في عام 1800 م، حيث قضيا ما يقارب السنوات الخمسة في بحثهما هذا، وقد وصلا إلى منطقة (كالابوزو) وهما في الطريق إلى نهر (أورينوكو)، ليكتشفوا المستنقعات المليئة بهذه الثعابين، وقد ضربتهم هذه الثعابين بالشحنات الكهربائية وبدرجة كبيرة جداً، ويصرّح ألكسندر بأنّ مفاصله قد فقدت الإحساس ليومين متتاليين من أثر هذه الشحنات وذلك بسبب وقوفه عليها، وقد كتب مقالاً بعد ثمان سنوات يوثّق فيه ما رآه وما عرفه عن هذه الثعابين وذكر بأنّها قد أهلكت الكثير من الجياد بسبب ضرباتها الكهربائيّة هذه.
إنّ لهذا الثعبان آليّة غريبة بعض الشيء في استعماله للكهرباء، حيث وجد بأنّه يستطيع التحكّم في درجة قوّة تيار الكهرباء الذي يندفع منه، بحيث يستطيع إرسال تيار كهربائي ضعيف إذ أراد أن يبعد عنه أحد الحيوانات، وأيضاً إذا أراد قتله فإنّه يرسل له تياراً كهربائياً قوياً، وأمّا إذا أراد فقط أن يحدد موقع الحيوان العدوّ بالنسبة له، فإنّ يرسل له تياراً كهربائيّاً ضعيفاً، ليرتدّ إليه.
المقالات المتعلقة بثعبان البحر الكهربائي