نزار بن توفيق قباني: ولد عام (1342- 1419 هجري) ، تميز نزار قباني بأنه شاعر سوري معاصر، رجل دبلوماسي له في السياسة، درس الحقوق في جامعة سوريا، وسلك بعدها المنهج الدبلوماسي، وتنقل بين العديد من الدول، لكن بعد كل هذه الانجازات تفرغ للشعر، وقدم استقالته، ويجب التذكير بأن عائلة نزار قباني كانت عريقة.
أصدر نزار قباني ديوانه الأول وهو بعنوان ( قالت لي السمراء)، للشاعر الكبير نزار قباني 35 ديوان، بحيث استمر العطاء من الشاعر الكبير نزار قباني لنصف قرن، ويمكن ذكر بعض أسماء الديوان منها: (طفولة نهد، الرسم بالكلمات)، وبعدها قام بتأسيس دار للنشر خاصة به باسم ( منشورات نزار قباني).
في بداية مشواره كان يسمى نزار قباني بشاعر الحب والمرأة لكن فيما بعد في سنة 1967م وهي حرب النكسة، تبدل مسار حياة الشاعر نزار قباني فأصبح يكتب في المجال السياسي، فقد أصدر قصيدة (هوامش على دفتر النكسة)، فقد كان لها التأثير الكبير للشعب العربي للكامل، وقد منع نشر أشعاره على وسائل الاعلام.
تزوّج نزار قباني مرتين: في المرة الأولى تزوج من ابنة عمه وهي زهراء آقبيق، ورزق( بفتاة اسمها هدباء)، (وصبي اسمه توفيق)، أما الثانية فكانت عراقية الأصل واسمها بلقيس وأنجبت منه( عمر وزينب)، لكن حدث خبر مفجع قد صدم نزار قباني في حياته وآلمه كثيراً وهو موت ابنه توفيق وعمره 17 عام بسبب اصابته بمرض القلب، فقد رثى ولده بقصيدة (إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني). وبعد فترة قصيرة أيضاً توفيت زوجته بلقيس في انفجار أمام السفارة العراقية في بيروت، كان رحيل زوجته أمراً عالقاً في حلق نزار قباني، وقد حمل العالم كله موت زوجته بلقيس، ورثاها في قصيدة اسمها (بلقيس).
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها..
بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة
لأننا ندخلها..
بمنطق الطبلة والربابة
وعندما قتلت بلقيس خلال تفجير السفارة العراقية قام بتحميل العالم كله مسئولية موتها، و في آخر حياته و عند وفاته: في عام 1982، بعد وفاتها كان دائم التنقل بين باريس وجنيف، بحيث قضى آخر فترة له في لندن وهي( آخر خمسة عشر عاماً) ولكنه رغم الألم الذي مرّ به الا أنه استمر بكتابة الشعر ونشر الدواوين الخاصة به، و آخر قصيدة كتبها: متى يعلنون وفاة العرب؟، والمهرولون .
الشاعر الكبير نزار قباني بعد كل ما عاناه من المشاكل والأخطار والأحداث المحزنة بموت ولده، وزوجته، فقد عانى العديد من الأمراض، بحيث كان وضعه الصحي سيء جداً في عام 1997م ، وبعد عدة شهور من مكافحة الأمراض توفي الشاعر في 30 ابريل 1998م، في مدينة لندن وكان عمره 75 عام.
وعندما كان نزار قباني يشعر بالمرض في المستشفى في لندن ، كانت وصيته التي تتردد على لسانه هي أن يتم دفنه في سوريا في دمشق ، حيث أنها كانت له بمثابة أم ، فقال بأنها الرحم الذي خرج منه متعلماً للشعر ، وتم دفنه في دمشق بجوار قبر ابنه .
ومن أعماله الغنائية :
بحيث قام العديد من المغنيين بالتغني بأشعار نزار قباني مثل: كاظم الساهر منها (زيديني عشقاً)، ماجدة الرومي (أحبك جداً)، عبد الحليم (قارية الفنجان)، أم كلثوم ( رسالة عاجلة إليك)، ونجاة الصغيرة (أسألك الرحيل).
وفي النهاية، نقول بأن الشاعر نزار قباني قد برع في جميع المجالات التي كان يكتب الأشعار فيها، فقد برع في شعر السياسة، وبرع في شعر الحب والمرأة، وقد أدى العديد من المغنيين أمثال عبد الحليم، أم كلثوم، كاظم الساهر، وماجدة الرومي، وتوفي في سنة 1998 ميلادي، وقد عاني الشاعر نزار قباني بحياته في فقد أعز اثنين على قلبه، لكن الحزن لم يمنعه في استمراره بكتابة الشعر.
المقالات المتعلقة بتقرير عن نزار قباني