يرتبط علم التاريخ بالعلوم الإنسانيّة الأخرى بحيث يعتبر نوعاً من أنواع التفكير، ويشير المصطلح أيضاً إلى الرؤيا أو الرؤى القديمة، ويقول الجواهري أنَّ التاريخ هو الإعلام بالوقت الماضي، ويمكننا أن نقول التأريخ، وهو سجلّ الأحداث التي دارت منذ الزمن البعيد وحتى اليوم، وهو الخبر بعد أنْ تطور المصطلح تدريجياً.
يهمل الكثير من المختصين بالعلوم علم التاريخ؛ ذلك لسوء طرحه في التجمعات الفكريّة، والمدارس، والجامعات، وأماكن التعليم بشكل عام، ومن أهميته أنه مشروع حضاري حقيقي للتعامل مع البشريّة.
الكثير من المُعلّمين الأفاضل يقدمونه على أنه تاريخ حربي يبعد كل البعد عن المظاهر الاجتماعيّة، ولا يُعقل أنه ما كان في ذاك الزمان يقتصر على فكرة النزاع والسيف وما إلى ذلك، بل على العكس فقد زرع المسلمون، وصنعوا، وأقاموا الحضارات، وتزاوجوا، وفعلوا ما نقوم به الآن، ولكن بوسائل مختلفة ولغايات أخرى، وهذا يَدُلّنا على أن التاريخ يفيدنا في جوانب أخرى من حياتنا كالجوانب الاقتصادية، والاجتماعيّة، والثقافيّة.
فلسفة التاريخيعتبر العلاّمة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، أول من استخدمَ تعبير التاريخ، حيث قصد به السرد وتسجيل الأحداث دون ترابطٍ بينها، وأيضاً نجد أن الفرنسي فولتير أول من صاغ مصطلح فلسفة التاريخ في القرن الثامن عشر بينَ الفلاسفة الأوربيين، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ المسلمين هم أول من وضعوا نواة هذا العلم، بل هم الذين دعوا العالم الغربي بطرقٍ غير مباشرة إلى الالتفات لفلسفة التاريخ.
تابع المستشرقون ما بدأه المسلمون منذ القرن الرابع عشر، ورغم العمل الجاد في هذا العلم - علم فلسفة التاريخ - إلَّا أنه ما زالَ مجهولاً عند الكثير من الأشخاص. وهو علمٌ أساسي لِصُنّاع النهضة ومتخذي القرار، فتكوّن لهم قاعدة صلبة ينطلقون منها حيثما شاؤوا، وهذه القاعدة لا تتعلق بالماضي، بلْ تتعلقُ بالحاضر والمستقبل، ففلسفة التاريخ تضعُ أمامنا مناظير عدة لفهم الحراك النهضوي القائم والذي سيقوم في المستقبل.
أهم المؤرخين في العصر الإسلاميالمقالات المتعلقة بتعريف علم التاريخ