علم البيان في اللغة العربيّة هو علم يقوم على معرفة المراد من المعنى الواحد بطرق متنوعة وتراكيب مختلفة، وهو يدلّ على معنى خفيّ، وهذا العلم يصنّف ضمن علوم البلاغة الثلاثة: البديع، والبيان، والمعاني. وعلم البيان يقسّم إلى أربعة أقسام رئيسية: وهي الاستعارة، والتشبيه، والمجاز، والكناية، وفي مقالنا هذا سنسهب الحديث أكثر عن تعريف الاستعارة، وأنواعها، وعناصرها الأساسيّة.
الاستعارة لغةً واصطلاحاًأقامَتْ به حَتَّى ذوى العودُ في الثَّرى وساق الثريا في ملاءته الفجرُ
قد كان الجرجانيّ أوّل من كتب تعريفاً في علم الاستعارة، حيث قال: "الاستعارة ما اكتفي فيها بالاسم المستعار عن الأصل، ونقلت العبارة فجعلت مكان غيرها، وملاكها تقريب الشبه ومناسبة المستعار له للمستعار منه، وامتزاج اللفظ بالمعنى حتى لا يوجد بينهما منافرة، ولا يتبين في أحدهما إعراض عن الآخر".
الاستعارة في اللغة العربيّة تعني نقل العبارة من موضع استعمالها الأصليّ لغرض ما وتحقيق هدف أدبيّ يريده الكاتب، كما أنّ الاستعارة تشبه "التشبيه" ولكنّ الفرق بينهما أنّ التشبيه فيه كلّ أركانه، بينما الاستعارة يُحذف منها أحد أركان التشبيه الأساسيّة.
أركان الاستعارةللاستعارة ثلاثة أركان أساسيّة وهي:
مثال على ذلك: يقول تعالى: "واشتعل الرأس شيباً"؛ فالمستعار هنا "اشتعل"، والمستعار منه النار وهي المشبّه به، والمستعار له الشيب وهو المشبه.
أنواع الاستعارةفأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ وَردَاً وعَضَّتْ على العُنَّابِ بالبردِ
الاستعارة في هذا البيت في "دموع كاللؤلؤ"؛ حيث إنّ الشاعر حذف المشبّه أي العيون، وصرّح بالمشبّه به "اللؤلؤ"، ووجه الشبه بينهما جمال الدموع ونقاؤها.المقالات المتعلقة بتعريف الاستعارة