العِلم هو أساس تَقدّم الأمم وتَطوّرها، وهو الوَسيلة العُظمى لبلوغ الأمجاد وتجميل شكل الحياة؛ ليُصبح العالم مَكاناً أفضل للعيش، فبالعلم وحده تُكتَشف الكثير من المُخترعات الّتي تُسهّل حياة النّاس، وتجعلها أكثر يُسراً وتقدّماً، وبالعلم أيضاً تَحيا الآمال والطّموحات للوصول إلى أشياء كثيرةٍ لم يكن يتوقّعها الإنسان، فكلّ ما حولنا من تطوّراتٍ وصناعاتٍ واكتشافاتٍ مقرونٌ بالعلم؛ لأنّ العَلم نورٌ ساطعٌ يُدمّر الجهل ويقضي على ظلامه، والعلم هو اليد الخفيّة الّتي تمسك بأيدينا وتمضي بنا إلى وجه الحياة الجميل، فهو صَانع السّعادة والأمل.
لا تَقتصر أهمّيّة العلم على إفادة البشريّة والحيوانات والنباتات فقط، لكنّه أيضاً عبادة يُجزى صاحبُها الحسناتِ الكثيرةَ من الله سبحانه وتعالى، فالكثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم تحثّ على طلب العلم؛ حَيث إنّ الله سبحانه وتعالى أعلى من شأن العلماء، وجعل مكانتهم مرتفعة؛ لأنّهم يُنقذون الناس من الجهل والتخلّف، يقول الله تعالى في محكم التّنزيل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) [الزُّمر:9]، وبالإضافة إلى القرآن الكريم فقد ورد عن الرّسول عليه الصّلاة والسلّام العَديد من الأحاديث النبوية الشريفة في السنّة النبويّة المطهّرة، والتي تحثّ على طلب العلم، حيث قال الرّسول عليه السّلام عن العلماء بأنّهم ورثة الأنبياء.
أخذ العلم على مرّ العصور مَكانةً متميّزةً بين الناس، وقد أعلوا شأنه وجعلوه وسيلةً للتّفاخر، ولم يكن سباق العلم على مستوى الأفراد فقط، وإنّما على مستوى الدّول العُظمى التي أصبحت تَرصد الأموال الكثيرة لدعم العلم والعلماء، كَما أُنشئت الجامعات والمعاهد الكثيرة في أنحاء العالم جميعها؛ وذلك لتسهيل طلب العلم على الناس، والتّخلص من الجهل، ومواكبة التطوّر، كما رُصِدت العديد من الجوائز العالميّة التي تُمنَح للعلماء المُتميّزين الذين قدّموا بعلمهم الكثير من الأشياء المفيدة للبشريّة، بالإضافة إلى العديد من المَبالغ الهائلة التي خُصِّصت للبحوث العلميّة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أهمية العلم وعظمة ما يقدّمه.
سيظلّ العلم هو النّبراس المضيء، والذي يبني بيوتاً بلا عماد، ويُعمّرها ويزيّنها بالجود والكرم، لذلك علينا جميعاً أن نسعى في طلب العلم، وأن نبذل كلّ ما في وسعنا لاكتسابه؛ فالعلم من الغايات السّامية التي يرتحل الإنسان من أجلها، كما أنّ طلب العلم لا تعوقه المسافات ولا حتى العمر، فطلبه يَمتدّ منذ الولادة وحتى يوضع الإنسان في قبره؛ حيث قالت العرب قديماً إنّ العلم يُطلَب من المهد إلى اللّحد، لذلك لا يوجد أيّ عذر يمنع طلب العلم مهما كان.
المقالات المتعلقة بتعبير حول العلم