تاريخ جمال عبد الناصر

تاريخ جمال عبد الناصر

جمال عبد الناصر

هو من أبرز الشخصيّات السياسية في الشرق الأوسط في العصر الحديث، وزعيم إقليميّ وقوميّ يعتبره مؤيّدوه رمزاً لقضية الوحدة العربيّة والتحرر الوطني ومناهضة قوى الاستعمار العالميّة، بينما يصفه المعارضون بالشخصية المستبدة والديكتاتوريّة وأحد أسباب الهزيمة التي حلّت بأكثر من دولة عربيّة بما فيها مصر في عام 1967، كان عبد الناصر من قيادات حركة الضباط الأحرار التي عزلت آخر ملوك أسرة محمد علي في مصر، وأصبح ثاني رؤساء الجمهوريّة المصرية بعد عزل الرئيس محمد نجيب وتحديد إقامته في منزله، وقد بدأت شعبيته في التنامي منذ عام 1956 واستمرت في التصاعد لتصل إلى الكثير من الدول العربيّة والإفريقية والآسيوية، لدعمه حركات التحرر الوطني في العالم، وذلك حتى وفاته في عام 1970.

تاريخ جمال عبد الناصر

الولادة والنشأة

ولد عبد الناصر في الإسكندريّة بحي باكوس لأسرة من أصول جنوبيّة، وذلك في يناير 1918، وبسبب عمل والده في البريد فقد تنقلت الأسرة لتقيم في أكثر من مكان في مصر، وتلقى عبد الناصر تعليمه الابتدائيّ بين القاهرة والإسكندرية، ليستقر في المرحلة الثانويّة بمدينة الإسكندرية التي بدأ فيها نشاطه السياسي بالمشاركة في مظاهرة ضد قرار رئيس الوزراء آنذاك بإلغاء العمل بالدستور، وألقي القبض عليه في تلك المظاهرة، لينتقل بعدها إلى القاهرة لاستكمال دراسته ويقود مظاهرة طلابيّة أخرى مطالبة بعودة الحياة الدستوريّة في مصر، وقد أصيب في جبهته بسبب شظية طلق ناري أثناء المظاهرة، وبعد إنهاء الدراسة الثانوية حاول الالتحاق بالكليّة الحربية بالقاهرة، ولكنه رُفض بسبب نشاطه السياسيّ، ثم أعاد المحاولة مرة أخرى عبر لقاء وزير الحربية المصري وطلب قبوله بالكلية، وبالفعل استطاع الالتحاق بالكلية الحربية في عام 1937، وتخرّج منها ليعمل ضابطاً في سلاح المشاة.

تنظيم الضباط الأحرار والثورة

كانت قراءات عبد الناصر المكثفة في فترة الطفولة والمراهقة سبباً في تنمية الروح القوميّة والوطنية لديه، وأثناء دراسته في كلية الأركان العامة العسكرية استطاع تكوين مجموعة من الضباط الذين يجمع بينهم الحس القومي، وظل على اتصال بهم مع محاولته البحث عن المزيد في الفروع المختلفة لقوات الجيش المصريّ، وفي عام 1948 تطوع جمال عبد الناصر للخدمة في اللجنة التي كوّنها أمين الحسيني للدفاع عن فلسطين، ولكن الحكومة المصريّة رفضت انضمامه، لترسل اللجنة في وقت لاحق الجيش المصري للمشاركة في حرب فلسطين، وشارك عبد الناصر في الحرب وكان مسؤولاً عن تأمين قرية الفالوجة التي رفضت الاستسلام للعدو رغم الحصار الشديد، ولم يعد عبد الناصر إلى مصر إلا بعد إجراء تسوية سياسية تم التنازل فيها عن الفالوجة، وقد دفعت كل تلك العوامل إلى التسريع في أنشطة مجموعة الضباط الأحرار بقيادته، الأمر الذي قاد في النهاية إلى قيام ثورة يوليو 1952.

 

المقالات المتعلقة بتاريخ جمال عبد الناصر