هو جمال عبد الناصر حسين، ولد في 15 كانون الثاني (يناير) عام 1918م في الإسكندريّة إحدى المحافظات المصرية، وهو من أصول صعيدية، وعمل والده وكيلاً في مكتب البريد، وكان جمال أول أبنائه. في عام 1921م انتقلت أسرته للعيش في أسيوط، وغادر بلدته للدراسة، وفي تلك الفترة الدراسية صار يتراسل مع عائلته، وخصوصاً والدته، وتفاجأ بانقطاع هذه الرسائل في عام 1926م، وعند عودة عبد الناصر إلى أهله لزيارتهم اكتشف أنّ والدته توفيت، وكان لذلك حزنٌ شديد في نفسه.
في عام 1944م، تزوج جمال عبد الناصر، وأنجب ابنتين هما هدى، ومنى، وثلاثة أبناء خالد، وعبد الحميد، وعبد الحكيم، وكان لزوجته دورٌ مهم في حياته، فقد قامت برعاية الأسرة في فترة غيابه عنها، وساعدته في عمله العسكري أثناء تدريبه للفدائيين المصريين، للهجوم على القواعد البريطانية في قناة السويس.
تعليمهفي عام 1923م، التحق بمرحلة الدراسة الابتدائية في بلدة الخطاطبة، ومن ثمّ درس في مدرسة النحاسين الابتدائية، وفي عام 1929م التحق في المرحلة الثانوية في مدرسة حلوان، وفي تلك المرحلة بدأ الفكر السياسي عند عبد الناصر بالنضوج، وفي عام 1933م، التحق بمدرسة النهضة الثانوية، وأصبح رئيس اتحاد الطلبة فيها، وظهر حبه للقراءة، ولكن مع زيادة نشاط عبد الناصر السياسي ضدّ الاحتلال الإنجليزي لمصر قرّرت مدرسة النهضة فصله منها، واحتج زملاؤه على هذا القرار مما أدى إلى التراجع عنه، ليظل جمال عبد الناصر عنصراً فعالاً في المظاهرات الطلابية، ولاحقاً في السياسة المصرية.
حياته العسكرية والسياسيةبعد أن أنهى المرحلة الثانوية بنجاح قرّر الانضمام إلى الجيش المصري، وقد أدرك في ذلك الوقت أن تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي لا يكون بالكلمات والخطابات بل بالتحرك العسكري، ورفض من الكلية الحربية لأنّه ابن فلاح، ولاشتراكه في المظاهرات الطلابية، فالتحق بكلية الحقوق وظل فيها ستة شهور حتى عام 1936م.
عندما تمّ التوجّه إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري بغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية قُبِل في عام 1937م في الكلية الحربية، وتخرّج منها في عام 1938م، والتحق بسلاح المشاة، وتم تعيينه في الصعيد، والتقى هناك بزميله في الجيش المصري محمد أنور السادات (ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية)، وفي عام 1942م تمّت ترقية جمال عبد الناصر إلى رتبة يوزباشي، وفي العام الذي يليه أصبح مُدرساً في الكلية الحربية، وارتبطت هذه المرحلة في حياته بمجموعة من المراحل المهمّة، ومنها:
الضباط الأحراربعد أن ساءت الأوضاع السياسية في مصر نتيجة للتدخل البريطاني فيها، واحتلال الجماعات الصهيونية لفلسطين، وتحجيم دور الملك فاروق في السياسة المصرية من قبل بريطانيا، قرّر جمال عبد الناصر ومجموعة من الضباط، ومنهم: أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وغيرهم، بتشكيل تنظيم عسكري للإطاحة بحكم الملك فاروق، وسمي هذا التنظيم (الضباط الأحرار)، وعند سوء الأوضاع في مصر نتيجة لحريق القاهرة الذي اندلع في عام 1952م أجبر تنظيم الضباط الأحرار الملك فاروق بتاريخ 26 تموز (يوليو) من العام نفسه على التنحي عن الحكم لابنه أحمد فؤاد، وتمّ إنهاء الحكم الملكي، وإعلان النظام الجمهوري برئاسة محمد نجيب.
رئاسة مصربعد أن تمّ عزل محمد نجيب من رئاسة مصر بسبب الصلاحيات التي كان يريد الحصول عليها، والتي لا تتناسب مع تطلعات ثورة 1952م صار في مصر لأول مرة في عهدها استفتاء شعبي لاختيار رئيس جديد، ونتج عن هذا الاستفتاء تعيين جمال عبد الناصر رئيساً لمصر، وبعد أن تمّ إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958م أصبح رئيساً للجمهورية العربية المتحدة.
التنحي عن الرئاسةعند خسارة الجيوش العربية في حرب عام 1967م أمام القوات الصهيونية، وتدمير سلاح الجو المصري بالكامل، وهو في قواعده العسكرية، واحتلال شبه جزيرة سيناء من قبل الجيش الصهيوني، تنحّى جمال عبد الناصر عن أيّ منصب سياسي يشغله، وقابل الشعب المصري هذا القرار بالرفض، ليتراجع عن قراره في اليوم التالي.
توفّي جمال عبد الناصر في 28 أيلول (سبتمبر) من عام 1970م، ورحل عن الحياة الدنيا بسبب إصابته بنوبة قلبية.
المقالات المتعلقة ببحث عن جمال عبد الناصر