من هو راكان بن حثلين

راكان بن حثلين

راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين العجمي، وهو أحد فرسان وأمراء قبيلة العجمان، ولد عام 1230 هجري الموافق 1812 ميلادي، تولّى زعامة قبيلة عجمان وهو في السادسة والأربعين من عمره، بعد عمّه الطاعن في السن حزام بن حثلين وذلك عام 1276 هجري الموافق 1859 ميلادي، وبقي شيخاً للقبيلة حتّى وفاته في عام 1310 هجري الموافق 1892 ميلادي، أي أنّ فترة زعماته لقبيلته كانت خمسة وثلاثين عاماً.

يعود نسب قبيلة العجمان إلى جدهم يام بن همدان، الذي ينتمي إلى عرب بن قطحان، وكانت تسكن هذه القبيلة في منطقة تسمّى الإحساء، وتعتبر قبيلة عجمان من أقوى وأشد القبائل العربية بأساً وقوة في الحروب، كما أنها تعّد من القبائل المهمة الواقعة في جهتي المملكة الشرقيّة والجنوبيّة.

زواج راكان

دفع حب راكان بن الحثلين لبنت عامر بن جفن بن آل سفران، لكتابة قصيدة عندما رأى أهلها يرتحلون في فصل الربيع مكان آخر، ومن أبيات هذه القصيدة ما يلي:

الله من قلب غدا فيه تفريق

يتلي ضعون مبعدين المناحي

قسم بتغريب وقسم بتشريق

والقسم الآخر ما أدري وين راحي

لي صاحب ما فتق البيت بي ويق

ولا عذبه طرد الهوى والطماحي

والله يا لولا أفاهق الصبر تفهيق

وأرجي عسى دربه يجيلي سماحي

أبوي يا حامي عقاب المشافيق

لا طير الذلان ضرب الملاحي

راعي الدلال بل وصايف غرانيق

الدلال فيهن أشقر البن فاحي

عندما سمع والده هذه الأبيات تبين له حب راكان لبنت عامر بن جفن، فأحضر كبار القوم وطلب منهم الذهاب إلى عامر بن جفن لطلب ابنته لراكان، وعندما وصلا المبعوثون إلى عامر قام بإكرامهم، ثمّ طلبوا منه السماح بزواج ابنته من الشيخ راكان فأعطاهم مطلبهم، فتزوّج راكان من بنت عامر وأنجب منها فلاح بن راكان بن حثلين، والجدير بالذكر أنّ أبو راكان أهدى عامر بن جفن فرساً من الخيول العربية الأصلية لكرمه وطيب قلبه.

القبض على راكان

كان راكان بن حثلين يفرض على الدولة العثمانيّة خرجيّة، وذلك لتوفير الأمان لقوافلها التجاريّة التي كانت تسير بين القبائل العربيّة، ولكن هذا الأمر كان يسبب الإزعاج للقادة العثمانيين، فقاموا بالتخطيط مع ابن عودة المسؤول عن تسليم الخرجيّة لراكان بن حثلين، لإلقاء القبض عليه، وفي إحدى السنوات رحلت قبيلة عجان إلى البر وعندما استقروا، ذهب راكان مع ستّة آخرين إلى ابن عودة للاتفاق على استلام الخرجية، وعندما وصل راكان لابن عودة، ألح عليه ابن عودة للبقاء وتقديم الضيافة له، وخلال ذلك قام بإرسال رسالة للقائد العثماني يخبره بها بوجود راكان عنده، وبذلك تمكّن القادة العثمانيين من إلقاء القبض على راكان ومن معه، ثمّ قاموا بتكبيل راكان وإرساله عن طريق البحر إلى إسطنبول، وسجنوه في إحدى القلاع لمدّة لا تقلّ عن سبع سنوات.