الجهاز العصبيّ هو شبكة اتصالات داخلَ الجسم، تساعد على التأقلم مع التغيّرات البيئيّة المحيطة، ويعمل الجهاز العصبيّ عبر اتصالات مكثّفة من المشابك العصبيّة التي توجد في نهاية المحوار، والمكوّن الأساسيُّ للجهاز العصبيّ هو الدماغ، والذي يقوم بدوره بتشكيل الأفكار وإظهار المشاعر، واستقبال المعلومات ومعالجتها وإصدار التّعليمات، ويتكوّن الجهازُ العصبيّ من الجهاز العصبي المركزيّ، والجهاز العصبي المحيطيّ، وكل جهاز مسؤولٌ عن وظيفةٍ معيّنة.
قد يصابُ الجهاز العصبيّ بإضرابات وأمراض يصعب علاجها، فتؤدي إلى تلفٍ كبير فيه، وتؤثر بعض الموادّ التي يتم تناولها على التّوصيل العصبيّ، وكذلك تؤثر على القدرة على إخراج المعلومات، وعدم الإدراك الحركي وفقدان التوازن، ومن أشهر هذه الموادّ المخدِّرات.
المخدراتفي الواقع استخدمت المخدّرات كطرق علاجيّة في الطبّ، ولكن لها آثار سلبية في حال استُخدمت بشكل غير سليمٍ وبكثرة، حيث تُحدث قلقاً نفسيّاً وبدنيّاً وخللاً في أنشطة الجسم المختلفة، كالنشاط العقليّ والحركيّ وسلوك الشّخص الذي يتناولها، وانتشرت المخدّرات في الآونة الأخيرة بكثرة خصوصاً عند فئة الشباب، وتعدّدت أشكالها وأنواعها، فمنها التبغُ الذي غالباً ما يكون على شكل سجائر، ومنها المشروبات الكحوليّة، والحشيش الذي يتمّ تناوله عن طريق الشمّ بالأغلب، والكافيين الذي يؤثر سلباً على نبضات القلب.
عدا عن السهر والأرق، والكوكايين الذي يعدّ من المنشّطات التي يسبب إدمانها تدميرَ الجهاز العصبي، والهروين والبانجو، ويعودُ سبب انتشار المخدّرات بشكل كبير في الوقت الحالي إمّا إلى مشاكل أُسريّة، أو اضطرابات نفسيّة، أو اكتئاب وقلق بالحياة، وغياب المراقبة والاهتمام من قبل الأُسرة من أهم أسباب ضياع الشباب وتوجههم نحو المخدّرات.
تأثير المخدرات على المشابك العصبيةهنتك نوعان من التشابك، تشابكٌ كهربائيّ وتشابك كيميائيّ، فتأثير المخدّرات على التشابك الكهربائيّ يكون من خلال خللٍ في نقل جهد الفعل ما بين قبل وبعد التشابك، فينتقل الجهد من خليّة ما قبل التّشابك إلى خليّة ما بعد التشابك بشكل مباشر، وبالتالي يصبح هناك نقص في عمليّة استقطاب الغشاء، ويحدث هذا الشيء بنسبة قليلة في الجهاز العصبيّ لدى الإنسان.
أما بالنسبة للتّشابك العصبيّ الكيميائيّ فيكونُ تأثير المخدّرات فيه عند وصول الإشارة العصبيّة إلى خلية ما قبل التّشابك، وتحديداً إلى الأزرار الطرفيّة، فيُحدث تغيّرات في نفاذيّة عنصر الكالسيوم، ويصبح هناك قنوات جديدة تسمح بمرور الكالسيوم إلى الخليّة، وتلتحم بالغشاء الخلويّ الموجود بجانب الأزرار الطرفيّة، فيلتصق به، ونتيجة هذا الالتصاق يُفرغ ما داخل الحويصلات من الناقل العصبيّ، ويلتصق الناقلُ العصبيّ مع مستقبلات لا تتحد مع غيره، وتكون على جوانب الغشاء الموجود في خلية ما بعد التشابك، مما يؤدي إلى فتحها، وبذلك تتدفق عناصر الصوديوم داخلَ الخليّة، ويزول استقطابها، وتمرّ الإشارة العصبيّة من خلالها، والناقل العصبيّ له عدة طرق لينتهي تأثيرة على المستقبل، إما بالكسر، أو الانتشار بعيداً عن المستقبلات، أو دخوله في خليّة جديدة مرّة جديدة.
المقالات المتعلقة بتأثير المخدرات على عمل المشابك