يحلم المرء منّا بالظّفر بشريك عمره الذي يشاركه هموم حياته ، و يتقاسم معه واجباتها و مسؤوليّاتها ، و حين يلتقي الإنسان بمن يحبّ ، و يقرّر بأنّه الشّخص المناسب له ، باشتراكهما في صفاتٍ كثيرةٍ ، و وجود قواسمٍ مشتركةٍ بينهما ، فيتقدم الرّجل لخطبة الفتاة التي يحب ، و هنا تبدأ مسؤوليّة الحفاظ على العلاقة بينهما بمراعاة كلّ منهما لمشاعر الآخر ، و التّعرف على بعضهما بشكلٍ أكبر ، لأنّ التّعارف يؤسّس لتفاهمات فيما بعد ذلك ، و إنّ المصارحة هي أهمّ شيءٍ في العلاقة بين الخطيبين ، فحين يكون الكلام بينهما صريحاً واضحاً لا تجمّل فيه و لا تصنّع ، كلّما كانت العلاقة أقوى و أنضج و أدعى للنّجاح و الاستمرار .
و قد يتعرّض الخاطب لمواقف محرجةٍ مع خطيبته ، و ربما دار في خلده كثيراً أمرٌ و هو ماذا أتكلّم مع خطيبتي و كذلك يحصل مع الخطيبة ، و الحقيقة أنّ وجوه الكلام متنوّعة ، و لكن على الخاطب أن يتكلم بالقضايا التي تكون على جانبٍ كبيرٍ من الأهمية مع خطيبته ، ثمّ بعد التّفاهم عليها ينتقل إلى القضايا الثانويّة أو الأقلّ أهميّة ، فالكلام فنّ بلا شك ، و الخاطب الماهر هو الخاطب القادر على إدارة فنّ التّحاور مع خطيبته بمهارةٍ و حرفيّةٍ ، فما هي أهمّ القواعد في محادثة الرّجل الخاطب لشريكته ؟ .
يجب على الرّجل الخاطب و خاصّةً الذي أصبح هناك عقدٌ بينه و بين شريكته أن يتكلم بهدوءٍ و رومانسيّةٍ مع خطيبته ، مراعياً حبّ المرأة لذلك ، فالمرأة بطبعها تحبّ من يدغدغ لها عواطفها ، و كلّ ذلك طبعاً يكون ضمن حدود الأدب و الحشمة و المعروف ، لإن تجاوز الحدود دائماً يأتي بنتيجةٍ عكسيّةٍ .
و إن احترام الرّجل لخطيبته له دورٌ كبيرٌ في تحقيق التّفاهم بينهما ، فالمرأة لا تحبّ الرّجل المستعلي الذي يتعامل معها و كأنّه أفضل منها و أرفع ، فالتّعامل بإنسانيّةٍ و مودّةٍ و رحمةٍ تصنع في قلوب النّاس المعجزات .
و على الرّجل أن يتطرّق إلى أمورٍ تفرح خطيبته بسماعها ، فيشارك خطيبته طموحها و أحلامها و همومها ، و كذلك أن يشاركها أيضا طموحه و أحلامه و ما يفكّر بتحقيقه في المستقبل ، و أن يتفاهما على أسلوب الحياة الأسريّة ، فلكلّ واحدٍ منا ميولٌ و أذواقٌ تختلف عن الآخر ، و غاية الخطبة هي تحقيق التّوافق بدرجةٍ كبيرةٍ ، لبناء أسرةٍ متفاهمةٍ سعيدة .
المقالات المتعلقة ببماذا اتحدث مع خطيبي