لقد أمرنا الإسلام ببرّ الوالدين وجعل رِضاهُما من أسباب رضى الله تعالى وأسباب التّوفيق في الدّنيا والآخرة، فقد أوجب الإسلام الكثيرَ من الحقوق لهما لما بَذَلاه في سبيلِ تربية الأبناءِ تربيةً سليمةً وتحقيقِ سُبُل الحياةِ الجيّدة لهم، فالتّضحيات التي يقوم بها الآباء من أجل أبنائِهم لا يمكن إيجاد مثلها عند أيِّ أحدٍ آخر، لذلك أوجب الإسلام طاعتَهما في كلّ شيءٍ إلّا ما فيه معصية اللهِ تعالى وتحمّل كل ما يصدرُ عنهما. ولكن لا ينحسر برّ الوالدين في حياتِهما فقط وإنّما يمكن بِرُّهما بعد موتهما، يقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثٍ، صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» رواه مسلم، فالإنسان عندما يموت ينقطِعُ عملَه عن الحياة إلّا أنّ الأعمالَ الصالِحةَ واكتساب الأجر والثّواب لا ينقطِعان، بل يستمرّان إلى يوم القِيامة، واعتبر النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنَّ الولدَ الصالِح من أسباب استمرارِ اكتساب الوالدين للأجر والثّواب.
طرق بِرّ الوالدين بعد وفاتهماثبت عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه سئِلَ: ((يا رسول الله: هل بقي عليَّ من بِرِّ أبواي شيءٌ أبرّهما به بعد موتهما؟ قال: "نعم، الصّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذُ عهدهما من بعدهما، وصلةُ الرّحم التي لا توصَل إلا بهما، وإكرامُ صديقهما)) رواه أبو داود في الأدب، وأحمد في مسند المكييّن. وهذا الحديث الشّريف عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم يؤكّد حقَّ بِرّ الوالدين بعد وفاتهما، ومن طرق بِرِّهما:
المقالات المتعلقة ببر الوالدين بعد الموت