الشرك بالله يشير مصطلح الشرك على إحدى الكبائر التي من الممكن أن يرتكبها الإنسان، وهو جعْل شيء آخر شريكاً لله في العبادة أو حتى الملك، ويسمّى الشخص الذي يقوم به مشركاً، فروى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ".
ومن باب حرص الرسول -عليه السلام- على المسلمين، إضافةً لأمانته ومسؤوليته في تبليغ رسالته، بيّن لهم في الحديث السابق إحدى أكبر الكبائر التي يجب تجنبها وعدم محاولة التفكير فيها، علماً بأنّ الشرك بالله قد يكون مادياً وملموساً كعبادة إحدى المظاهر الكونية الموجودة حولنا من شمس وقمر وكواكب وغيرها، أو معنوياً يتضمن الإيمان بالأفكار الشيوعية والوجودية المنتشرة بين الكثيرين، والشرك هنا نوعان الأول الأكبر الذي يتضمن الإشراك بعبادة الله، والثاني وهو الأصغر الذي يتمثل بالنفاق والرياء، ومحاولة التقرب من أصحاب الجاه والنفوذ.
مظاهر الشرك مظاهر الشرك كثيرة ومختلفة، وتتضمن مجالات مختلفة أيضاً، ومن أبرزها ما يلي:
- السحر والعرافة وكذلك الكهانة، وهي من أكثر أشكال الشرك الموجودة حالياً، وحكم الساحر في الإسلام هو القتل؛ لما يسبب من مشاكل ولأنّه يكسب المال الحرام، ويجب عليه اللجوء إلى الله والقرآن والتوبة والابتعاد عن الشعوذات، أمّا فيما يتعلق بالعراف والكاهن، فكلاهما كافر؛ لأنّهما يدعيان معرفة الغيب، وتتمثل أعمالهم في قراءة الفنجان والكف وغيرها.
- الإيمان والاعتقاد بتأثير الكواكب والنجوم على حياة الإنسان، وتحكمها فيما يجري في حياته من أحداث مختلفة سواء إيجابية أو سلبية، وتتمثل في الحرص على قراءة البرج يومياً وتصديق ما يقوله، علماً بأنّ قراءتها من باب التسلية أيضاً تعدّ إثماً.
- الإيمان بنفع بعض الأشياء الموجودة حولنا، كالخرزة الزرقاء، وإيمان البعض بأنّها تبعد العين والحسد، وهي من أنواع الشرك الأصغر.
- الذبح لغير الله سبحانه وتعالى، كالذبائح التي يقوم بها البعض استجابةً لطلب العرافين لطرد الجن مثلاً.
- تحليل وتحريم الأشياء دون أي اعتبار للتعاليم الإسلامية، وهذا حق لله سبحانه وتعالى، فلا يجوز للإنسان أن يحل ما حرم الله أو تحريم ما حلّ الله، وهذا المظهر منتشرٌ كثيراً في هذه الأيام.
- الاعتقاد بأنّ الموتى يستطيعون قضاء الحوائج من تفريج للكربات، فيلجأ البعض إليهم من باب الاستعانة والاستغاثة.
- استخدام دعاء الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين لتفريج الكرب، والبعض الآخر يأخذ من أسماء الشيوخ بهذا.
- النذر لغير الله والمتمثل باستخدام الشموع والأنوار، تحديداً فيما يتعلق بأصحاب القبور، كما أنّ النذر لأصحاب القبور أو الأولياء شرك ومحرّم.
- الحلف بغير الله تعالى كالحلف بالأنبياء أو الكعبة أو بمكانٍ مقدس، إضافةً للحلف بالشرف.
- الرياء في ممارسة العبادات، كالذهاب إلى صلاة حتى يقول الناس بأنّه يصلي فقط، دون أدنى أهمية بأن تكون الصلاة لوجه الله تعالى.