لماذا خلق الله آدم وذريته

لماذا خلق الله آدم وذريته

إنّ الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار ، ولهُ سبحانه وتعالى الحكمة البالغة في أحكامه وخلقه جلّ جلاله ، فكلُّ شيءٍ في خلق الله سبحانه وتعالى يسيرُ ضمنَ قانونٍ محكم واتزان ضمنه الله سبحانه وتعالى.

ومن حكمة الله عزّ وجلّ الظاهرة لنا في هذا الكون الفسيح ، هو خلق الأرض لتكون للإنسان ، ذلك المخلوق الذي كرّمه الله سبحانه وتعالى على سائر المخلوقات ، وكانت هذه الأرض ذلولاً لهُ يمشي في ظلالها ويقطف من ثمارها ، ويستغلُّ امكانيّاتها ويتصرّف في مقدّراتها بما يحقّق النفع والمصلحة.

وكان خلقُ الإنسان أوّل الأمر لأبينا آدم ، الذي يكفي تكريماً لهذا المخلوق أن خلَقَهُ الله بيديه جلّ جلاله ، ونفَخَ فيه من روحه ، ومسَح على ظهرهِ وأخرج من ظهر آدم ذرّيتهُ إلى قيام الساعة ، وأشهدَ الله ذرّية آدم على أنّه الله الخالق الواحد لا شريكَ غيره ، فكانت هذهِ الفطرة التي فطَر اللهُ الناسَ عليها ، وتناسلت ذريّة آدم عليه السلام من بعد أن خلق له زوجه حوّاء التي أنجبت له الذريّة والولد ، وحيثُ كان نزولهما وخروجهما من الجنّة بعدَ أن وسوسَ الشيطان إبليس عليه لعنة الله لآدم عليه السلام أن يأكل من الشجرة التي كانت سبباً في نزوله الأرض.

ومن حكمةِ الله سُبحانه وتعالى أن خلَق آدم وذريّتهُ الذين هم الخلفاء في الأرض حيث قال الله سبحانه وتعالى : (( إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة)) ، فكانت هذه الخلافة في الأرض هي إحدى الحِكم التي نعلمها من خلق الله سبحانه وتعالى للبشريّة.

وكان مع نزول آدم عليه السلام وتناسل ذرّيته في الأرض وجودُ طَرَفٍ آخر في الصراع الذي سيحدث بين الحقّ والباطِل ، وميداناً للصراع بين الغواية والهداية ، وهذا الصراع وهذا الاختلاف هو الذي سيميّز الله بهِ بين الخبيث والطيّب ، وبين الذي يتبع خطوات الشيطان ، ومن يتبع الحقّ والهدى.

وأيضاً لوجود ذريّة آدم عليه السلام من البشر على هذهِ الأرض ، هو من أسباب عِمارة الأرض ، وإقامة الحقّ فيها ، فإنّ لله عِباداً من خلقه اتّبعوا الحقّ واتبعوا أنبياء ورسل الله إليهم ، فكانوا كالشّامات بين الناس ، وهُم أصداء الحقّ الذين يجلجلون في الأرض بصوت الحقّ والإيمان ، فمثل هؤلاء من البشر الذين اصطفاهم الله بالإيمان وأنعم عليهم بنعمة الهداية يكون اعمار الأرض وتكون حِكمة الله عزّ وجلّ نافذةً كما هي لا تتحوّل ولا تتغيّر ولا تتبدّل.

المقالات المتعلقة بلماذا خلق الله آدم وذريته