بحث عن دار المسنين

بحث عن دار المسنين

دار المسنين

لقد انتشرت في الآونة الأخيرة دور المسنين في البلدان الإسلاميّة والعربيّة، وتستقبل هذه الدور كبار السن الذين لا يجدون من يرعاهم ويقدِّمون لهم الرعاية والاهتمام، وتعتبر هذه الدور عند الغرب من الأشياء العادية، حيث إنَّ بعض الآباء يجمعون النقود لمثل هذا اليوم الذي لا يجدون من يرعاهم سوى دور المسنين، فالعلاقات الأسريّة عندهم ضعيفة جداً، ولكن الاستغراب من انتشار هذه الدور عند الدول العربيّة والإسلاميّة، فقد أعطى الإسلام الوالدين الأهمية الخاصة وواجب رعايتهما والعناية بهما عند الكِبر وعدم الضجر منهما، قال تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24))، فهؤلاء هم من قدّموا عمرهم وحياتهم وشبابهم وقوتهم لأبنائهم، ثم عند تقدّمهم في العمر، وعندما أصبحوا ضِعافاً لم يجدوا من يقدِّم لهم ما يحتاجونه، لذلك يتم اللجوء إلى دور المسنين.

أهمية دور رعاية المسنين

تعتبر دور المسنين الحل النهائي لتقديم الخدمات لكبار السن الأصحاء، أو الذين يعانون من الأمراض ولا يوجد من يقدِّم لهم الرعاية من عائلاتهم، حيث قد يصبح من المستحيل على العائلة تقديم الخدمة الكبيرة للمسن نتيجة مشاكل نفسية أو جسدية أو مادية، أو عدم وجود أقارب يقدمون الخدمة، وتكون هذه الدور في الغالب مملوكة لشخصٍ ما أو مجموعةٍ من الأشخاص كنوعٍ من الاستثمار، وبعضها مملوكة للدولة وتشرِف عليها، وتتنوّع طبيعة هذه الدور حسب الخدمة التي تقدِّمها والمرضى الذين تستقبلهم.

تقدّم هذه الدور جميع الخدمات للمسن، من علاج وتقديم الفحص الدوري له، كما أنّها تقدِّم الرفاهية والرعاية النفسية للمريض، وتساعد على إشراك المسنين في النشاطات التي يحبونها وتزيد من قدرتهم على التواصل مع غيرهم من الأشخاص وبناء العلاقات الاجتماعيّة، كما أنّها تقدِّم التعامل اللطيف والاستماع للمسن في حديثه، ففي معظم الحالات يشعر المسن بالملل والضجر؛ لعدم تفرّغ الأبناء وانشغالهم بأعمالهم، وفي الغالب عندما يدخل المسن إلى الدار فإنه يعاني من الاكتئاب، ويعتبرها الخطوة الأخيرة قبل الموت، وتخلي الجميع عنه لذلك فإنه يحتاج إلى عملية إعادة تأهيل نفسي.

على الرغم من انتشار دور المسنين في البلدان العربية إلّا أنَّ العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ما زالت قويةً وترفض بعض العائلات فكرة مثل هذه الدور، فالعادات والتقاليد ورّثت أهمية المسنين في الحياة وأنهم هم سبب البركة والبساطة، ومراعاتهم والعناية بهم من واجبات أقاربهم مهما بلغت درجة القرابة.

المقالات المتعلقة ببحث عن دار المسنين