التَّوحيد من الفعل الثُّلاثيّ المُضعف الوسط وَحّدَ أي اتخذه واحداً منفرداً لا ندَّ له ولا شبيه ولا مثيل، وفي الاصطلاح التَّوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة- أي صرف العبادة بكافّة أشكالها القلبيّة والبدنيّة لله وحده دون سواه- والعبادة هي الغاية التي من أجلها خلق الله الإنس والجن، قال تعالى:"وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا ليعبدون"؛ أي يوحدونني في العبادة ويُفردونني بالدُّعاء.
للتَّوحيد ثلاثة أنواع مأخوذةٌ من القرآن الكريم وهي:
أحد أنواع التوحيد الثَّلاثة وهو توحيد الإله سبحانه وتعالى، حيث إن توحيد الألوهيّة هو توحيد الله بأنواع العبادات المشروعة التي نصّ عليها القرآن الكريم والسُّنة النبويّة من عباداتٍ قلبيّةٍ كالدُّعاء، والاستعانة، والخشوع، والخوف، والرَّجاء، والرَّغبة، والرَّهبة، والاستغاثة، والتَّوكل، وعباداتٍ بدنيّةٍ بالجوارح كالطّواف، والسَّعي، والنَّذر، والذَّبح، والصّلاة وغيرها.
إفراد الله سبحانه بالعبادة أمرٌ فُرِض على بني آدم منذ زمن نوح عليه السَّلام إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم وحتى قيام السّاعة، وهذا النَّوع من التَّوحيد كان سبباً في خصومة الكُفار والمشركين في جميع الأمم؛ فهم أصروا على عدم إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وجعلوا له شركاء؛ فكانوا يجعلون نصيباً للشركاء فيما يقدمون لله من ذبائح وقرابين، ظنًّا منهم أنْ ذلك يُقربهم زلفى إلى الله.
قد حثّ القرآن الكريم في أكثر من سورةٍ على توحيد الألوهيّة؛ ففي سورة الفاتحة يقول سبحانه:" إيّاك نعبد وإياك نستعين"؛ فقد أخّر الفعل نعبد ونستعين في الآية وقدّم المفعول به إيّاك؛ لحكمةٍ بلاغيّةٍ وهي أنْ يخصّ العبادة والاستعانة به سبحانه ويجعلهما حصراً عليه دون غيره من شريكٍ أو وليٍّ أو رسولٍ.
أهميّة توحيد الألوهيّةإفراد الله بالعبادة من دعاءٍ واستعانة ورجاءٍ وغيرها لها أثرٌ كبيرٌ في حياة المسلم يلمسها في مناحٍ عدّةٍ منها:
المقالات المتعلقة ببحث عن توحيد الألوهية