حينَ اشتدّ الظُلم وانتشرَ الشِرك والجهل بينَ الناس بعثَ الله للبشريّة هادياً لهُم من عِنده، وبشيراً بالحقّ وداعياً لتوحيدِ الله تعالى، ونبذِ عبداةِ الأصنام، التي كانت آلهةً تُعبدُ من دونِ الله، فكانَ الدينُ الإسلاميّ تحريراً للناس من عُبوديةِ الهوى، والجهل، والظُلم، وطُغيان البشر إلى عِبادةِ الله تعالى بسموّها ورِفعتها وارتقائها بقيمةِ الإنسان.
الإسلام منهجُ حياةمن ميزات وخصائص الدين الإسلاميّ التي لا حصرَ لها، هوَ أنّهُ دينٌ صالحٌ لكلّ زمانِ ومكان، وهوَ مدارُ البحثِ لدينا في هذا المقال الذي يُبيّن بأنَّ الإسلام حقّاً هوَ منهجُ حياة.
هوَ يهتمّ بالحياة الاجتماعيّة بكافّة تفاصيلها وكذلك بالحياة الاقتصاديّة، والسياسيّة، والعلميّة، والعمليّة، وكافّة شؤون العصر التي يتمّ التعامل معها من خِلال منهج القياس الذي يتعامل مع الواقع اليوم قياساً على مثيله في زمنِ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، وسنتطرّق إلى بعض أبرز شؤون الحياة التي شملها المنهج الإسلاميّ القويم، كما يلي:
الحياة الاجتماعيّةيُقدّم الإسلام نموذجاً كاملاً ومنهجاً واضحاً للحياة الاجتماعيّة المثاليّة الخالية من المشاكل والقلاقل، فتراه يُنظّم العلاقة داخلَ الأُسرة الواحدة، فالعلاقة بين الزوجين قد بيّنها القُرآن الكريم وبيّن ضرورة وُجود المحبّة والمودّة والسكينة بين الزوجين، وبيّن كيفيّة حلّ هذهِ المشاكل من خِلال النصائح والتوجيه وغيرها، كما أن السُنّة النبويّة بيّنت ذلكَ بشكلٍ جليّ.
اهتم الإسلام أيضاً بالعلاقة بين الولد ووالديه، وبيّن أهميّة ما يُعرف ببرّ الوالدين والأجور العظيمة المترتبة على ذلك، وكذلك نرى تنظيم علاقات الناس ببعضهم البعض، وكيف أن الدين حرّم الغيبة، والنميمة، والتجسس، والتنابز بالألقاب، وبيّن حُقوق الجار، وحُقوق أهل الذمّة من أهل الكتاب، وكيف أنَّ حُسنَ التعامل هوّ جوازَ سفر المُسلم نحوَ قُلوبِ الخلق.
الحياة الاقتصاديّةمنهج الإسلام المُتكامل لم يُغفل أهميّة المال والاقتصاد في حياة الشعوب والدول، فنرى أنَّ نِظام الاقتصادي الإسلاميّ هوَ النظام الوحيد على وجه الأرض القادر على تنظيم شؤون الناس وسدّ حاجاتهِم، من خلال التشريعات الإلهية التي تأتي بالخير على الجميع، فنرى تشريع الزكاة الذي يضعَ فضلَ مالَ الغنيّ في يدِ الفقير، وكذلك الصدقات التي تسُدّ حاجات الناس، وأيضاً تشريع البيع والتجارة المُباحة وتحريم الربا الذي يُعدّ سرطان المال في عالَم الاقتصاد اليوم.
الحياة السياسيّةنقصد بهِ إدارة شؤون الحياة والدولة وحُسن القيادة والقيام على مصالح الشعب، حيث يكفل الإسلام بفضل النظام الربّاني المُتكامل حُصول الأمن والامان وتوزيع الفُرص العادلة على الشعب من خلال العدل الإسلاميّ، وكذلك إقامة الحُدود التي تردعُ المُجرمين وأصحاب النُفوس المريضة من إلحاق الضرر بالأفراد والجماعات والدول، كما بيّن الإسلام تعامل الدولة المُسلمة مع غيرها، وهو ما يُعرف اليوم بالسياسات الخارجيّة للدولة.
المقالات المتعلقة بالإسلام منهج حياة