هو تقليد المقتدي للمقتدى به في تصرّفاته وأفعاله وأقواله، ولا يكون المقتدي تحت تأثير التسلّط أو الضّغط أو الإجبار من أحد وإنما يتصرّف بكامل إرادته واقتناع تامّ منه.
وأصبح الكثير من أفراد المجتمع يتخذون من شخصيات معينة قدوةً لهم؛ فيتابعون أخبار من يتخذونهم قدوةً لمعرفة أدق تفاصيل حياتهم، لذلك نجد في الحياة هناك القدوة الحسنة والقدوة السّيئة.
القدوة الحسنةيعاني بعض الأشخاص من وجود الفراغ العاطفيّ أو الروحيّ أو الافتقار إلى الاهتمام، مما يجعله ينطلق للبحث عن شخصيات ليقتدي بها، فإما يكون ذا حظ وفير فيختار القدوة الحسنة، أو ذا حظ عاثر فيقتدي بالقدوة السّيئة أو غير الصالحة.
واختيار القدوة الحسنة تقتضي الاقتداء بمن هم يمتازون بالأخلاق الفاضلة وأصحاب العلم والفكر والدين، حيث إنّ المقتدي غالباً ما يكون لديه حب وإعجاب بالشخص الذي يقتدي به فيصبح كالتابع له.
لقد حثّ الإسلام على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلّم، قال تعالى: (لقدْ كان لكمْ في رسول اللّه أسْوة حسنة لمنْ كان يرْجو اللّه والْيوْم الْآخر وذكر اللّه كثيرًا) فهو القدوة الحسنة للمسلمين في جميع وجهات حياتهم، فالتأسي بالنبي يؤدّي بالمسلم إلى دخول الجّنة وكسب رضى الله تعالى، بينما الاقتداء والتأسي بمن هم غير النبي صلى الله عليه وسلّم ويخالفونه فلا يحصد من يقتدي بهم إلّا الخسران في الدنيا والآخرة والخلود في نار جهنم.
لذلك فعلى الأسرة توعية أبنائها وهم في سن المراهقة حول كيفية اختيار من يقتدون بهم، لأنّه وللأسف نرى الآن المراهقين والشّباب يتخذون من بعض الممثلين والمغنيين وبعض الشخصيات الفاسدة قدوةً لهم ويقلّدونها في كل شيء؛ في طريقة الملابس وفي التصرّفات والحركات حتى لو كانت هذه الأمور خاطئة، إلّا أنّهم يكونون في حالة لا يسمعون لأيّ نصيحة قد يقدّمها لهم من هم أكبر منهم.
كما أنّ على الوالدين أن يكونا هما القدوة الحسنة لأبنائهما وذلك بالتزام الأخلاق الفاضلة مثل الصّدق والإحسان إلى الناس ومساعدهم، فهما الشخصيّتان اللتان تؤثّران في الطّفل منذ بداية نشأته، فكيف يمكن لمن يشاهد والديه يكذبان أو يتصرّفان بطرق غير جيّدة أن يبحث عمن يحملون الصّفات الجيدة.
أهميّة القدوة الحسنة في حياة المسلمالمقالات المتعلقة ببحث عن القدوة الحسنة