إن العلم والعمل من أبرز مقومات ودعائم وأساسيات الحياة الكريمة للإنسان، حيث تعتبر العلاقة التي تربط بين هذين المفهومين علاقة تكاملية، ولا تتطغى أهمية أي منهما على الآخر، حيث سنطرح في هذا المقال مفهوم كل من العلم والعمل والعلاقة بينهم.
العلمإنّ العلم يتمثّل في جملة المعارف، والمعلومات، والأفكار، والحقائق التي اكتسبها الإنسان في حياته، سواءً بشكل مقصود أي في مراحل تعليمه المختلفة، أو بشكل غير مقصود أي من خلال الممارسة التي تعمل على إكسابه المعرفة والخبرة من التجارب الحياتية التي مرّ بها، أي أنّه يمثل مجموعة المعارف النظرية التي توصّل إليها العقل البشري، وذلك النشاط أو العملية التي يقوم بها الإنسان للوصول إلى تلك المعارف، وتندرج تحت هذا المسمّى كافة أنواع العلوم بما فيها العلوم الطبيعية والبشرية والاجتماعية وغيرها، وتنبع أهميّة العلم مما يلي:
يمثل العمل ذلك النشاط البدني والعقلي الذي يقوم به الشخص في توظيف معارفة، ومعلوماته، ومهاراته، وخبراته لإنجاز مهمة معينة، بهدف كسب الرزق وتأمين مستلزمات الحياة بصورة تضمن وتحقق للفرد ما يريد دون الاستعانة بغيره، بالإضافة إلى جانب تحقيق الذات وتكوين النفس وتحقيق مكانة اجتماعية بين الناس، وتقديم شيء إيجابي للنفس والوطن الذي يعيش فيه الفرد، حيث تتعدد أشكال وأنواع العمل فمنها ما هو خاص أي عمل أو منشأة يملكها الشخص أي أنه مدير نفسه ومشروعه، ومنها ما يتعلق بالعمل لدى مؤسسات يملكها أشخاص آخرون مقابل أجر أو راتب شهري، ومنها العمل في أحد القطاعات والمؤسسات التابعة للحكومة أو السلطة التي تحكم البلاد التي يعيش فيها الشخص.
مما سبق نجد أنه لا يمكننا الفصل بين هاذين المفهومين، ففي الوقت الذي يشكل فيه العلم الجانب النظري المتمثل بالمعارف واكساب القدرات، يشكل فيه العمل الجانب التطبيقي لهذه المعارف، وهناك علاقة طردية بين المفهومين تتمثل في أنّه كلما زاد العلم لدى الفرد زادت قدرته على الإنتاج والعمل وتحقيق دخل أفضل، وهذا ما يفسّر الأجور العالية التي تُعطى للأشخاص ذوي المعارف، والقدرات، والشهادات العلمية العليا، مقارنة بغيرهم ممن لا يمتلكون نفس الصفات.
المقالات المتعلقة ببحث عن العلم والعمل