محتويات
- ١ الماء
- ٢ تلوث الماء
- ٢.١ أنواع التلوث المائي
- ٢.٢ مصادر تلوث المياه
- ٢.٣ الوقاية من التلوث المائي
- ٢.٤ عوامل تلوث المياه
الماء تغطي المياه نسبةً كبيرةً من سطح الأرض تصل إلى واحد وسبعين بالمئة من مساحتها، وتعّد المياه هي العصب الأساسي لاستمرار الحياة على أي كوكب. يتكوّن الماء من اتحاد ذرّتي هيدروجين مع ذرة أكسجين، ويتّخذ حالات المادة الثلاث السائلة والصلبة والغازية، ويمتاز الماء بأنّه لا طعم ولا رائحة ولا لون له، ويلعب دوراً هاماً في حياة الكائنات الحية على سطح الأرض.
بالنسبة للعنصر البشري فإنّ الماء ضروري جداً لجسمه؛ حيث يعمل على تحفيز عملية الهضم وامتصاص المواد الغذائية ونقلها واستخدامها، كما يساهم في عملية طرح الفضلات والتخلص منها، ويعمل على تنظيم درجة حرارة جسم الإنسان، ويشكّل ما نسبته ستين بالمئة من جسمه، أمّا بالنسبة للكائنات الحية فإن الماء يمدّها بالطاقة ويساعدها على النمو. في حال تعرّض العنصر المائي للتلوث فإنه يترك أثراً سلبياً في شتى مجالات الحياة البشرية والنباتية والحيوانية، وتالياً تفاصيل موسّعة حول التلوث المائي.
تلوث الماء هو اختلال مدى صلاحية المياه إثر تغيرات فيزيائية أو كيميائية طرأت على نوعيتها، ويكون ذلك إمّا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويكون لها أثر سلبي على حياة الإنسان والكائنات الحياة الأخرى على سطح الكرة الأرضية، وتصبح غير صالحة للاستخدام، ويكون له أثر عميق في حياة الأفراد، وقد تكون سبباً في القضاء على حياة الكائنات الحية.
تتعدّد تعاريف مصطلح تلوث المياه، فيمكن وصفه بأنه عبارة عن تلف يصيب نوعية المياه ويفسدها وبالتالي يتعرّض نظامها البيئي للاختلال فيجعلها عاجزةً عن القيام بدورها المنوط بها، وتصبح ذات أثرٍ سلبيّ، وتُسلب منها القيمة الاقتصادية الخاصة بها، فيتغير تركيب الماء وصفاته الطبيعية.
أنواع التلوث المائي
يمكن تصنيف التلوث المائي إلى قسمين رئيسييّن، وهما:
- التلوث الطبيعي: ويكون السبب الرئيسي في التلوث هو اختلال يطرأ على درجة حرارة الماء وقد ترتفع نسبة ملوحة الماء، أو ارتفاع منسوب المواد العالقة في الماء، ويكون التلوّث طبيعياً إذا تأثرت بشكل مباشر الخصائص الطبيعية للمياه، فيصبح طعم المياه غير مستساغ إثر ارتفاع نسبة الملوحة ودرجة الحرارة، كما ترتفع كميّة المواد العالقة به، ويعود السبب في ارتفاع ملوحة المياه إلى ارتفاع كميّات التبخر لمياه البحار والأنهار.
- التلوث الكيميائي: وتعزى أسباب التلوث الكيميائي إلى تسرّب النفط أو المخلفات الزراعية ومياه الصرف، ويعدّ من أكثر أنواع ومشاكل التلوث خطورة، ويكتسب الماء الصفة السميّة إثر تراكم المواد الكيميائية ذات الخطورة العالية على حياة الانسان والكائنات الحية، ومن بين هذه المركّبات الكيميائيّة التي تلحق الضرر بالمياه هي مركّبات الرصاص، والزرنيخ، والمبيدات الحشرية، والكاديوم، والزئبق والتي تكون غير قابلة للانحلال، كما يُصنّف النوع الآخر بالقابل للتراكم.
مصادر تلوث المياه
- مخلفات الصرف الصناعي: يعود السبب الرئيسي في طرح المخلّفات الصناعية إلى النشاطات التي يقوم بها الإنسان ويُمارسها في المجالات الصناعية، وخاصّةً فيما يتعلّق بشكل خاص بالصناعات الكيميائية ومنها التعدين والتصنيع الغذائي، وتهدّد هذه المخلفات عناصر البيئة وبشكل خاص الماء، وتعتبر خطراً كبيراً عليها، وتعتبر أكثر أنواع الصناعة تأثيراً في تلوث المياه هي الصناعات التحويلية والتعدينية؛ إذ تعمل على طرح الفلزات الثقيلة والكيماويات ومواد التنظيف الصناعية في المياه، كما تعمل المصانع على طرح كميات ضخمة من المياه الصناعية بشكل يومي بعد أن يتمّ استخدامها في تبريد وتنظيف الآلات ومعالجة المواد الخام، وتَمتاز هذه الفلزّات بقدرتها على تراكم والتجمع في الأنسجة الحية، ومن الأمثلة على هذه الفلزات الزئبق والرصاص والزنك.
- مخلّفات مياه الصرف الصحي: تَقف مشكلة طرح مياه الصرف الصحي في وجه العالم وتهدّده بشكل مباشر وذلك لما يتركه التلوث من أخطار على صحة الكائنات الحية والاقتصاد العالمي، وتعلق في جزيئات الماء أنواعاً من البكتيريا والميكروبات والمواد الكيماوية التي تؤثر سلباً على المياه، وتتسبب مياه الصرف الصحي للإنسان بالأمراض التي تهدد حياته، من الأمثلة على ذلك التيفوئيد والنزلات المعوية والإسهال، والقيء، والتهابات الكبد، والتهابات الكلى، وأمراض تغزو الجهاز العصبي المركزي، والكوليرا.
- التلوث بالمبيدات الكيماوية: تعرّضت مياه المسطحات المائية إلى خطر كبير نتيجة ازدياد استخدام المبيدات الكيماوية في غايات الزّراعة والصحة، ويكون ذلك بإلقاء المبيدات العضويّة مع مياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي التي تصبّ بشكل مباشر إلى المسطحات المائية، ومن الممكن أن تتسرّب هذه المبيدات إلى مصادر المياه الجوفية، وتشمل المبيدات كلّاً من الحشرية والفطرية والعشبية.
- الأسمدة الكيماوية الزراعية: يتسبّب إسراف الإنسان في استخدام الأسمدة الكيماوية الزراعية والمخصّبات الزراعية إلى ذوبانها في مياه الري والصرف الزراعي، وبالتالي تسرّبها إلى مياه المسطحات والجوفية، ويعود السبب في ذلك إلى رفع نسبة الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية بغية رفع الإنتاج الزراعي دون التقيّد بالمعدّلات الخاصة باستخدام هذه الأسمدة، كما أنّ استخدام الأسمدة الأزوتية الفوسفاتية بكثرة يُعرّض مصادر المياه للتلوث.
- مياه الصرف الزراعي: تُقدّر كميّة مياه الصرف الزراعي تقريباً بأربعة عشر بليون ونصف البليون متر مكعب سنوياً، وتأتي مياه الصرف هذه من مياه المجاري التي تحمل بين مكوناتها مواد عضوية ذات أمراض مهلكة للكائن الحي.
- ملوثات إشعاعية: على الرّغم من الجانب الإيجابي لاستخدامات الطاقة النووية إلا أنه لا يمكن إغفال الطرف عن جوانبها السلبية؛ إذ تتسبب بتلوث نووي وتصدر عنها إشعاعات قاتلة تجعل حياة الكائنات الحية على المحك، وتدمّر خصوبة التربة الزراعيّة وتدهورها، وتكمن الخطورة في هذه الإشعاعات بناءً على كميّة الطاقة المطروحة والمدة الزمنية التي يتعرّض بها الجسم لهذه المواد الضارة، كما يلعب نوع الإشعاعات أيضاً دوراً في التلوث، ومن الأمثلة عليها: الأسلحة الذرية، والمفاعل النووي.
- الطحالب: تُسهم الطحالب في إحداث تغييرات في طبيعة المياه؛ إذ تؤثّر في نوعيتها ورائحتها ولونها وطعمها، فتغيّرها تماماً وذلك بنمو الكائنات الحية النباتية بشكل كبير في المسطحات المائية، وتترك هذه الطحالب رائحة كريهة في المياه.
- النفط: تشكّل الملوثات النفطية من أكثر أنواع الملوثات المائية تأثيراً وانتشاراً، وتَصل الملوثات النفطية إلى مصادر المياه السطحيّة والجوفية عن طريق وقوع حوادث لناقلات النفط، كما تقع أيضاً حوادث أثناء استخراج النفط من أعماق البحار وخاصّةً أثناء عمليّة الفصل التام بين الماء والزيت، كما يُعتبر التلف الذي يلحق بأنابيب النفط أيضاً له دور في التلوث المائي، وكذلك إلقاء النفايات، والمخلّفات النفطيّة في البحر وغيرها، وتكون أضرارها بأن تتعرّض الكائنات البحرية للتسمم عندما تقوم بامتصاص المادة النفطية وتتراكم هذه المواد الهيدروكربونية التي يتكون منها النفط في الأنسجة الدهنية لدى الكائنات الحية، وتؤدّي إلى إصابة الإنسان بمرض السرطان وانقراض الشعاب المرجانية والعوالق والمحار.
الوقاية من التلوث المائي
- عدم المماطلة في معالجة مياه الصرف الصحي، والإسراع في ذلك لمنعها من الوصول إلى التربة والمسطحات المائية.
- الحد من نشاطات النقل النفطي بواسطة وسائط النقل البحرية لمنع وقوع حوادث تسرب النفط.
- الحرص على التخلص من النفايات المشعة بدفنها في أماكن محصورة في الصحاري.
- فرض قيود أمنية واسعة المدى لغايات الحفاظ على مصادر المياه الجوفية.
- العمل على الاستفادة من نفايات المصانع بإعادة تدويرها بدلاً من التخلص منها وطرحها في المصارف وبالتالي تضرر المياه الجوفية.
- إخضاع المياه للتحاليل الكيميائية والحيوية الدورية وذلك تحت اشراف مختبرات متخصصة.
- الحفاظ على الهواء ومنعه من التلوث وذلك سعياً لمنع مياه الأمطار من التلوث.
عوامل تلوث المياه
- اختلاط المياه المالحة وتداخلها.
- آبار الحقن.
- التلوث الحراري للمياه.
- التخلص السطحي من النفايات.
- مياه المجاري والبيارات.
- الآثار الكونية للتلوث، ومنها:
- تغير المناخ.
- هدر طبقة الأوزون وتدميرها.
- الأمطار الحمضية.