اختلف الكثير من النّاس حول مفهوم المزاح وطبيعته إن كان مخالفاً للإسلام أم لا، وقال العلماء بأنّ المزاح المنهيّ عنه هو الّذي فيه إفراطٌ ومداومة؛ لأنّه يسبّب ويُكثر من الضّحك وقسوة القلب، ويُشغل الفكر عن ذكر الله، والقيام بواجبات الدّين، ويؤوّل المزاح في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويسبّب الأحقاد، ويُسقط المهابة والوقار.
وأمّا المزاح الخفيف والّذي يفرح القلب دون شغله عن ذكر الله؛ فهو المباح الّذي كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعله، فإنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يُقدم عليه في نادر الأحوال لمصلحة المخاطب ولتطييب نفسه ومؤانسته، وهذا لا يوجد فيه منعٌ قطعيّا، ويعدّ سنّةً مستحبّة إذا كان بهذه الصفة، وسنذكر لكم بعض الأحاديث النبويّة الّتي تبيّن مزاح الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
المزاح في الإسلامالإمام محيي الدّين أبي زكريّا يحيى بن شرف النوويّ الدمشقيّ الشافعيّ، 2000، كتاب الأذكار من كلام سيّد الأبرار- الطبعة السّادسة. مؤسّسة الريّان للطّباعة والنّشر.
المقالات المتعلقة بالمزاح في الإسلام