كيف كان الرسول سبباً لنفع البشرية

كيف كان الرسول سبباً لنفع البشرية

اصطفى الله سبحانه وتعالى من بين البشر سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وقد كلّفه الله بمهمة تبليغ الدّين وأداء الرّسالة، فجاء عليه الصّلاة والسّلام إلى قومه نذيرًا وبشيرًا، وقد كانت بداية دعوته أن أنذر عشيرته الأقربين ثمّ انطلق برسالته وتبليغه إلى العالمين، وقد صبر عليه الصّلاة والسّلام في طريق الدّعوة ولم يثنه شيء عنها، فقد عرضت عليه المناصب والأموال الكثيرة فلم يغره ذلك بل كان لسان حاله ومقاله في ردّه على عمّه أبي طالب: "والله يا عمّ لو وضعوا الشّمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر، ما تركته أو أهلك دونه". كما تعرّض إلى الأذى الشّديد من قومه وحوصر والمؤمنون في شعاب مكّة فلم يتراجع قيد أنملة عن رسالته ودعوته، وقد كان مجيئه ومبعثه نفعًا للبشريّة كلّها، فما هي مظاهر هذا النّفع؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا هذا.

كيف كان الرسول سبباً لنفع البشريّة
  • بعث الله سبحانه النّبي عليه الصّلاة والسّلام برسالة الإسلام وشريعة القرآن التي ختمت الشّرائع كلها، وقد كان في هذه الشّريعة الخير والنّجاة للبشريّة جمعاء، ففي تطبيق هذه الشّريعة نفع للنّاس من خلال الأحكام التي وضعها الله تعالى في مجالات الحياة كلّها، فالحدود التي شرع الإسلام تطبيقها على المذنبين تؤدّي إلى استتباب الأمن والسّلام في المجتمع؛ فمرتكب الزّنا حين يعلم أنّه سوف يقام عليه الحدّ يرتدع عن ذلك، كما أنّ المجرم الذي تسوّل له نفسه قتل بريء يرتدع بعقوبة القصاص التي أوجبها الله على من قتل نفس بغير حقّ، قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتّقون).
  • بعثة النّبي عليه الصّلاة والسّلام لتكون رحمةً للعالمين، قال تعالى: (وما أرسلنك إلا رحمةً للعالمين)، وإنّ من تجليّات هذه الرّحمة توجيهات النّبوة لهذه الأمّة التي تجلّت في ميراث نبويّ من الأحاديث الشّريفة التي فصّلت كثيرًا مما أجمله القرآن من أحكام، وفسّرت ما أبهم منها فعرفت الأمّة طريقها، فلم تُترك بدون دليل وهذا من رحمة الله تعالى للبشريّة. كما اشتملت توجيهات النّبوة على كثيرٍ من التّوجيهات الأخلاقيّة والقيم النّبيلة التي يكون بالتّمسك بها صلاح الأمّة وزكاة نفوس أفرادها، قال تعالى: (قَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين).
  • الشّفاعة الكبرى التي أُعطيها النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فقد أكرم الله سبحانه نبيه بأن أعطاه الشّفاعة الكبرى يوم القيامة حيث يشفع للعصاة مرتكبي الكبائر من أمّته فيخرجهم برحمة الله من النّار ويدخلهم الجنّة، وكذلك المقام المحمود حيث يقوم النّبي ليشفع للخلائق ليحاسبها الله بعد وقوفها وانتظارها الطّويل.

المقالات المتعلقة بكيف كان الرسول سبباً لنفع البشرية