أهميّة الصّلاة في الإسلام تعتبر الصّلاة الرّكن الثّاني من أركان الإسلام بعد الشّهادتين، وهي الفريضة الأهمّ من بين فرائض الإسلام حيث كتبها الله على المسلمين لتكون علامةً مميّزة لهم عن بقيّة الأمم غير المسلمة، وقد كان لفريضة الصّلاة كثيرٌ من الفوائد الروحيّة والمعنويّة في حياة النّاس، كما أنّ في أداء فريضة الصّلاة الأجرَ الكبير والثّوابَ العظيم من ربّ العالمين.
التّفريق بين صلاة الفرد والجماعة في الأجر والثّواب فرّق النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- بين صلاة الفرد في بيته منفرداً وصلاته في المسجد جماعةً من ناحية الأجر والثّواب، كما استنبط علماء الأمّة الكثير من الفوارق بين صلاة الفرد وصلاة الجماعة في جوانبَ أخرى، فصلاة الجماعة ترتّب للمسلم أجراً وثواباً يتمثّل فيما يلي:
- بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشّريفِ أنّ صلاة الجماعة في المساجد تعدلُ صلاة المسلم منفرداً بسبعٍ وعشرين درجة، وهذا بلا شكّ يدلّ على فضل صلاة الجماعة وأجرها المضاعف عن صلاة المسلم منفرداً في بيته.
- أنّ صلاة المسلم في الجماعة تتطلّب منه حثّ الخطى إلى المساجد والسّعي إليها، وهذا يرتّب له الأجر والثّواب حيث يكون له في كلّ خطوةٍ يخطوها إلى المسجد درجة، وفي كلّ خطوةٍ كذلك يحطّ عنه خطيئة، بينما لا يتحقّق ذلك في صلاة الفرد.
- أنّ المشّائين إلى المساجد في الظّلمات في صلاة العشاء أو الفجر من اللّذين يدركون النّور التّام يوم القيامة، ففي الحديث الشّريف: (بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَة).
- أنّ صلاة المسلم في المساجد والحرص عليها تعدّ من تعلّق القلوب التي يرتب الله عليها الأجر والثّواب العظيم يوم القيامة، حيث يظلّ الله تعالى بظلّه من كان معلقًا قلبه بالمساجد.
- أنّ انتظار الصّلوات في المساجد وتحيّن أوقاتها تعدّ من الرّباط الذي يؤجر عليه المسلم بالثواب العظيم.
فضل صلاة الجماعة لا شكّ بأنّ صلاة الفرد على الرّغم من أنّ المسلم يدرك أجرها وثوابها إلاّ أنّها لا تحقّق الأجر والثّواب الذي يترتّب على صلاة الجماعة في المساجد كما أسلفنا، وإنّ هناك فروقاً بين صلاة الفرد منفرداً وصلاتِه في جماعة في جوانبَ أخرى، نذكر منها:
- أنّ صلاة الجماعة تعمل على إحياء المساجد وتعميرها، بينما لا تؤدّي صلاة الفرد إلى ذلك.
- أنّ صلاة الجماعة تحقّق معنى الاجتماع والتّوحد الذي تتطّلع إليه الأمّة في كافّة جوانب حياتها، حينما يصطفّ المصلّون صفوفاً متراصّة لا فرجة فيها أو عوج، بينما لا يتحقّق هذا المعنى العظيم في صلاة الفرد في بيته.