يعتقد العديد من الناس أنّ المفاهيم المتعلّقة بالأمن، والأمان، والسلامة، والاستقرار، والاستمرارية، والضمان، والثقة تحمل نفس المضمون وتعبر عن نفس المعنى، إلّا أنّ ذلك الاعتقاد يدخلنا في خانة الخطأ واللبس والتداخل بين المفاهيم والمصطلحات وعدم التمييز والتفرقة فيما بينها، وهذا ما سنعرضه بشكل مفصل في هذا المقال الذي سنسلط الضوء فيه على الفرق بين مفهوم كل من الأمن والأمان، بعد أن نوضح معنى كل منهم.
الأمن هو عبارة عن الممارسات التي تضمن التخلّص من المخاطر التي تهدّد السلامة، ويعتبر الأمن مسؤولية اجتماعية وعملية مقصودة يقوم بها الأشخاص لتوفير الحماية لأنفسهم وغيرهم، حيث يبعثون الراحة والطمأنينة في نفوسهم وقلوبهم وقلوب الآخرين، مما يوفر لهم بيئة من الاستقرار اللازم لضمان استمرار وديمومة عمليات التنمية والتطور والعمل والإنتاج، عن طريق اتّباع سبل وطرق وإجراءات الأمن والسلامة المختلفة في الحياة لحماية الأنفس والأرواح والأملاك وغيرها، ومن أهم أنواع الأن هو أمن الدولة أو الأمن القومي أو الأمن العام، حيث تعبر تلك المفاهيم عن حماية الدولة وأفرادها من أي مخاطر تهدد صحتها وسلامتها ومستقبلها ومستقبل أبنائها وتكون من مسؤولية الدولة والقائمين عليها، ويُعرف الأمن في السياق العالمي والدولي على أنه قدرة الدول على الحفاظ على حدودها وكيانها وتماسكها وترابطها الداخلي الوظيفي مستقلاً، والوقوف في وجه قوى التحكم والسيطرة المعادية سواء على الصعيد الداخلي أوالخارجي. أنواع الأمنهو عبارة عن شعور داخلي ينتج عن الأمن الذي تحدثنا عنه مسبقاً، ويتمثل في شعور وإحساس الأشخاص والجماعات بالراحة والطمأنينة، مما يوفر لهم جواً مناسباً للقيام بكافة أشكال الأنشطة الحياتية اليومية بمعزل عن الخوف والقلق والتوتر، ويأتي هذا الشعور نتيجة قيام الدولة والأفراد بالالتزام بكافة سبل الوقاية والحماية والدفاع التي تضمن لهم تحقيق الأمن وبالتالي الاحساس بالأمان، ومنها تسوية النزاعات الداخلية سلمياً، وفرض وسيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع أفراد وطبقات المجتمع دون تفرقة، وكذلك التصدي للهجمات الخارجية، وتوفير التوزيع العادل للموارد بحيث يضمن العدالة في الأجور والمداخيل ويتجنب ظهور المجتمعات الطبقية التي ينتج عنها طبقة أغنياء وطبقة فقراء أو أشخاص تحت خط الفقر مما يفاقم معدلات الجرائم داخل المجتمع.
المقالات المتعلقة بالفرق بين الأمن والأمان