تحتلّ البيئة الصحراويّة مساحةً تمتدّ إلى ثلث سطح اليابسة حول العالم؛ حيث تتراوح ما بين قاحلة وشبه قاحلة نسبياً، شاملةً أقطابَ الكرة الأرضية الشماليّة والجنوبيّة، فتسمى بالصحاري الباردة، وتضمّ تسمية (الصحراء) أي منطقة ذات غطاء نباتيّ معدوم مع ندرةٍ في هطول الامطار عليها.
تتكوّن الصحاري تحت تأثير عددٍ من العوامل الجويّة التي تترك أثراً قاسياً على البيئة، فتؤدي عوامل التعرية، وظروف الطقس، والنشاط الإنساني إلى اتّساع رقعة الصحاري، بحيث تكون هذه العوامل جميعها معادية تماماً للبقاء النباتيّ والحيوانيّ، فتؤثر العوامل السابقة في هذه المناطق في انعدام الغطاء النباتيّ وندرته، وانقراض ووفاة عددٍ كبيرٍ من الحيوانات، وتؤثر بتشكّل التضاريس وطبيعة المنطقة فتتكسّر الصخور وتتفتّت؛ نتيجة التفاوت الكبير والملموس بين درجات الحرارة خلال ساعات النهار والليل.
يشار إلى أنّ القارّة القطبيّة الجنوبيّة والشماليّة تصنّف من ضمن الصحاري العشر الكبرى على مستوى العالم، إلى جانب ثماني صحارٍ أخرى وهي: الصحراء الكبرى في قارة أفريقيا، والصحراء العربيّة، وصحراء جوبي، وصحراء باتاغونيا، وصحراء فكتوريا الكبرى، وصحراء الحوض العظيم، والصحراء السورية، وصحراء كالاهاري.
إنّ معظم المناطق الصحراويّة حول العالم تقع ضمن المنطقة الجغرافيّة المحصورة بين شمال مدار السرطان وصولاً إلى الجنوب من مدار الجدي؛ حيث تُعتبر هذه المناطق دافئة مناخيّاً، وتخضع لضغطٍ مرتفعٍ نتيجةَ هبوط الهواء البارد إليها فيسخن بفعل ارتفاع درجة الحرارة بدلاً من إعادتها إلى الجو.
تحاول النباتات والحيوانات التي تعيش في الصحراء قدر الإمكان التكيّف مع البيئة المحيطة بها؛ حتى تحافظ على بقائها على الرّغم ممّا تُحيط بها من ظروفٍ قاسيةٍ، إلّا أنّ النباتات التي تعيش فيها تمتاز غالباً بقدرتها على تحمّل قساوة الصحراء، سواءً كانت باردةً أم حارّة، وتمتاز بأنها نباتات حوليّة، أما فيما يتعلق بالحيوانات فإنّ معظمها تسعى للبحث عمّا يكفيها من الغذاء والماء فقط للحفاظ على حياتها وإبقائها على قيد الحياة، وتستعيد الحيوانات الصحراويّة نشاطها ليلاً بالغالب نظراً لاعتدال درجة الحرارة هناك.
الخصائص الطبيعيّة للبيئة الصحراويّةالمقالات المتعلقة بالخصائص الطبيعية للبيئة الصحراوية