اختلف علماء اللّغة العربية في تحديد معنىً محدّداً للشّعر، فقال كلّ منهم رأيه الخاصّ به، لكن يتّفق الجميع على أنّ الشّعر هي عواطف مترجمة بلغه سهلة وبسيطة قريبة من النّفس ومُحبّبة. تختلف مواضيع الشّعر بناء على رغبة الشّاعر وما يراه مناسباً للتّعبير عمّا يدور في داخله، فتراه يكتب في الغزل أحياناً، وفي الهجاء أحياناً أخرى، إلى جانب الوصف، والرّثاء، والحماسة وغيرها.
أشعار حلوة وقصيرةنقدّم لكم مجموعة من الأشعار الجميلة بمواضيعها المنوّعة.
شعر في الحبّوأقول معقولة حبيبي جفاني
أسهر بليلي وأنتظر وقت الإشــراق
لا مرني طيفك حبيبي خـذانـي
ما هي غربية لا نويت على فـراق
لا صار قلبك يشغله حبّ ثانـي
أنا الحبـيب اللّي حبيـبه تناسـاه
صابر على الأحزان مثل الأصايل
أنا حكايـه طولهـا ألـف مأساه
تسخر من الأحزان رغم الهوايل
أنا الوحيـد اللّـي زمانـه تحـدّاه
فاقد عزيـز وحيلـته بالرّسايل
وليتك زعل وأموت أنا ما رضيته
أعاهدك باللّي ضمن رزق الأيتام
لا أعطيك كل اللّي بعمرك رجيته
حتى خفوق راحت ضلوعه أقسام
خذه أن كنت في محلّه لقيته
الشّوق يرسم لي ملامح عيونك
أموت لك مليون مرّة من الخـوف
يا واحد عيت حياتي تخونـك
يا كيف أخونك وأنت مولود بالجـوف
وبين الحنايا منك نور يصونك
ليه يا خِلّي الزّعل!؟
الحبايب تختلف
وماهي تالية العمر
ليه يا خِلّي الجفا!؟
الكلام أخذ وعطا
ليه يا خِلّي القطيعة!؟
ومن شراك أنت تبيعه
ياعاذلين القلب لاتعذلوني
لاصار من تهواه يسوى ملايين
ودّك تحطه فوق كلّ الظّنوني
حتّى لو أنّه بعيد عن العين
البعد بعد القلب لا تشغلوني
أنا كذا طبعي كذا
لا تقولون، حتى مع الغالين
طبعي جنوني!
شعر في الأملأضَاعَه زالَ عنه السعيُ والعملُ
لم يَعْبُدِ النّاسُ كلُّ النّاسِ في زمنٍ
سِوى إِلهٍ له شأنٌ هو الأملُ
ولكن محياهُ عليه يبينُ
وللمرءِ عنوانٌ على ما بقلبهِ
ووسمٌ على ما في الضّميرِ يكونُ
ينادي على مَا عندَه نطقُ حالِه
فليسَ على نُطقِ اللّسانِ ركونُ
لذةً تنعشُ منها ما ذَبلْ
لذةٌ يحلو بها الصّبرُ على
غَمَراتِ العيشِ والخَطْبِ الجللْ
والمرءُ يزري بهِ في دهرهِ الأملُ
يرجُو الثّراءَ ويرجٌو الخلدَ مُجتهداً
ودونَ ما يرتجي الأقدارُ والأجلُ
البشر هانوا وخانوا واستكانوا للخلل
عاهدونا خالفونا عاملونا بالحِيَل
وكلّما قلنا يعودوا للمبادى والمثل
لم يعودوا، بل تمادوا وارتموا نحو الوحل
وكلُّ مُرٍّ في نظرهم كان أحلى من العسل
الأمل بالله باقٍ والبشر لا لي أمل
قد ثَناهُ الدَّهرُ عن ذاكَ الأملْ
وفتىً من دولةٍ معجبةٍ
سُلبتْ عنه وللدّهرِ دُوَلْ
شعر في الأمانةأشقَّ عليه حينَ يحملُها حملا
فإِن أنتِ حُملتَ الأمانةَ فاصطبره
عليها فقد حُمِّلْتَ من أمِرها ثِقْلا
ولا تقبَلْن فيما رَضْيتَ نَميمةً
وقلْ للذي يأتيكَ يحملها مَهْلا
فإِنكَ قد أسندْتها شَرَّ مسندِ
فلم ترْعَهُ يوماً بقولٍ ولا فِعْلِ
فَأَحْسِنْ إِلى من شِئْتَ في الأرضِ أو أُسيءْ
فإِنكَ تُجْزى حذوكَ النّعلَ بالنّعلِ
إِن الخَؤُونَ على الطّريقِ الأنكبِ
حتّى ولو سرّاً فكن للسّر حافظاً أمين
النّاس تُعجب بالذي قد صانها في كلّ حين
وتُبجّل الشّخص الذي لم يفشي سرّاً لا يلين
أدِّ الأمانة راجياً من ربّنا كلّ الثّواب
من خان أيّ أمانة حصد الهلاك مع الخراب
فالله يمتحن العباد والخائنون لهم حساب
أمّا الأمين هو الذي دوماً يُفضّله الصّحاب.
شعر في مكارم الأخلاقوبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ
وقد ترى كافراً في النّاسِ تحسَبُهُ
جُهنّمياً ولكنْ طَيُّةُ الطّهرُ
وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه
وفي الضّميرِ به من كفرهِ سَقرُ
أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضّميرَ ففي
طياتِه السّرُ عندَ اللّهِ ينحصرُ
لا تكنْ كلباً على الناسِ يهرْ
والقهمْ منكَ ببشرٍ ثم صنْ
عنهمُ عرضَكَ عن كلِّ قَذرْ
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والنّدى
بين الشّمائلِ هزةَ المشتاقِ
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ
والنّاسُ هذا حظُّه مالٌ وذا
علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ
والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه مُحصّناً
بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ
فقوِّم النّفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنّفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنّفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ
ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ
إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه
بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ
أرحت نفسي من همِّ العداوات
إنّي أُحيّي عدوّي عند رؤيته
لأدفع الشّر عنّي بالتّحياتِ
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما إن قد حشى قلبي مودات
شعر في الحياةبالنّهى ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها
أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة
تُملي الدّروس و جلّ ما تمليه
سهلاً وإن صَمَتت فصمت
جلالها أجلى من التّصريح و التّنويه
مفتاحَها الأوصابُ والأنصابُ
من يجتهدْ يبلغْ ومن يصبرْ يصلْ
ويَنَلْه بعد بلوغِه التّرحابُ
كن منُ أباةِ الضيمِ والشجعانِ
واقحمْ وزاحمْ واتخذْ لكَ حيزاً
تحميه يومَ كريهةٍ وطعانِ
ما فَازَ في ماضِغيها إلا شديدُ المِراسْ
للخِبِّ فيها شجونٌ فَكُنْ فتى الاحتراسْ
الكونُ كونُ شفاءٍ الكونُ كونُ التباسْ
الكونُ كونُ اختلاقٍ وضجّة ٌ واختلاسْ
السّرور، والابتئاسْ
بين النّوائبِ بونٌ للنّاس فيه مزايا
البعضُ لم يدرِ إلا البِلى ينادي البلايا
والبعضُ مَا ذَاقَ منها سوى حقيرِ الرّزايا
إنَّ الحياة َ سُبَاتٌ سينقضي بالمنايا
آمالُنَا، والخَطايا
فإن تيقّظَ كانتْ بين الجفون بقايا
كلُّ البلايا، جميعاً تفْنى ويحْيا السّلامْ
طول الحياة يزيد غير خبال
و إذا افتقرت إلى الذّخائر لم تجد
ذخراً يكون كصالح الأعمال
والمرءُ بينَهما خيالٌ سارِ
شعر في العِلمولا رُقيٌّ بغير العِلم للأمم
يا من دعاهم فلبَّتهُ عوارفهم
لجودكم منه شكر الرّوض للدِّيَمِ
يحظى أولو البذل إن تُحسن مقاصدهم
بالباقيات من الآلاء والنّعمِ
فإن تجد كرماً في غير مَحمدةٍ
فقد تكون أداة الموت في الكرمِ
معاهد العِلم من يسخو فيُعمِرُها
يبني مدارجَ للمستقبل السَّنَم
وواضع حجراً في أُسِّ مدرسةٍ
أبقى على قومه من شائد الهرمِ
شتان ما بين بيت تستجدُّ به
قوى الشّعوب وبيت صائن الرَّمَمِ
لم يُرهِق الشّرق إلا عيشُه ردحاً
والجهل راعيه والأقوام كالنّعمِ
عقول أُناس كُنّ بالأمس بُلّهاً
غذاها نمير العلم من فيض نوره
جَلَت عن محياها المُتوّج بالبها
أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ
أن السّعيدَ الذي ينجو من النّارِ
فخلهِ ثم عاودْه لينفتحا
وقد يخونُ رجاءٌ بعد خدمتِه
كالغَرْبِ خانتْ قواه بعد ما متحا
فليس لها حتّى القيامةِ ناكسُ
تنامُ بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنِها
لها العلمُ إِن لم يسهرِ السّيفُ حارسُ
حُضُّ على العلمِ حُضُّوا
يا قومُ فالعلمَ فرضُ
وهل يَتمُّ لشعبٍ
قد أغفلَ العلمَ نهضُ؟
شعر في الموتلم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا
سنّةُ اللّهِ في العبادِ وأمرَ
ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا
كانت على رأسهِ الرّاياتُ تخفقُ
وتكملةُ المخلوقِ طولُ عناءِ
ويستقبحونَ القتلَ والقتلُ راحةٌ
وأتعبُ ميتٍ من يموتُ بداءِ
خيرٌ من اليُسْرِ وطول البقاءِ
وقد بَلونا العيشَ أطواره
فما وجدنا فيه غيرَ الشّقاءِ
وتَبْقَى الجِبالُ بَعْدَنَا والمَصانِعُ
وقد كنتُ في أكنافِ جارِ مضنّةٍ
ففارقَني جارٌ بأرْبَدَ نافِعُ
فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا
وكُلُّ فَتى ً يَوْمَاً بهِ الدَّهْرُ فاجِعُ
فَلا أنَا يأتيني طَريفٌ بِفَرْحَة ٍ
وَلا أنا مِمّا أحدَثَ الدَّهرُ جازِعُ
ومَا النّاسُ إلاّ كالدّيارِ وأهْلها بِها
يَوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ
يحورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ
ومَا البِرُّ إلاَّ مُضْمَراتٌ منَ التُّقَى
وَما المَالُ إلاَّ مُعْمَراتٌ وَدائِعُ
ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ وَديعَة ٌ
وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
إِلا التي كانَ قبلَ الموتِ يبنيها
فإِن بناها بخيرٍ طابَ مسكنها
وإِن بناها بشرٍ خابَ بانيها
لكلِّ نفسٍ وإِن كانت على وجلٍ
من المنيةِ آمالٌ تقويها
فالمرءُ يبسُطها والدهرُ يقبضُها
والنفسُ تنشرُها والموتُ يَطْويها
شعر في النّجاحوساقَ إِليه حين زوجها مهرا
فراشاً وطيئاً ثم قال لها اتّكي
قُصاراهما لا بد أن يلدا الفقرا
ليس النّجاحُ مع الحريصِ الدّائب
تأتي المقيمِ وما سعى حاجاتُهُ
عَدَدَ الحَصى ويَخيبُ سعيُ الطّالبِ
سَمَتِ الحَقِيقَةُ بِامْتِطَاءِ خَيَالِ
ابْعِدْ مُنَاكَ عَلَى الدَّوَامِ فَكُلَّمَا
دَانَ النَّجَاحُ عَلَتْ مُنَى الأَبطَالِ
فاكتمْ أمورَكَ عن حافٍ ومنتعلِ
وجانبٍ الحِرْصَ والأطماعَ تحظَ بما
ترجو من العزِّ والتّأييدِ في عجلِ
عليكَ أن تضمنَ عُقْبى النّجاحِ
صعباً بغيرِ الصّبرِ يبلغُهُ الأملْ
شعر في الغربةقد جُبِلَ الطّبعُ على بغضهمْ
فدارِهمْ ما دمتَ في دارِهمْ
وأَرْضِهم ما دمتُ في أَرْضِهم
والمالُ في الغربةِ أوطانُ
والأرضُ شيءٌ كلها واحدٌ
والنّاسُ إِخوانٌ وجيرانُ
أقــرّ مـــن بعضي السّلامَ لبعْضِي
إنّ جسمي كمـــا تراه بأرضٍ
وفــؤادي ومـــالـكــيــــه بـــأرض
قــدّر الـبيـن بيننـا فـافـترقـنا
وطوى البين عن جفوني غمضي
قـــد قضى الله بالبعــاد علينا
فــعسـى بـاقـتـرابـنا سوف يقضي
أفلاذ قــلــب بـالـهـُمـوم مُـبـددِ
وحَدَتْ بهم صعقاتُ روعٍ شرَّدتْ
أوطانَهم في الأرض كلَّ مشردِ
أشتاق لو ناطورنا المأفون يعتقني
القيد في بيتي على طفلي
وفوق الرّأس في رجلي
وعبر حشاشة الزّمن
أشتاق يا وطني
لو نخلة خوصاتها الخضراء في بدني
لو تستحيل دماً
في أعرقي الصّفراء كالأنهار
لو فارسي المُنهار
لا يشكو من الوهن
وإن حفّ بي الصّحبُ والأقربون
غريب بنفسي وما تنطوي
عليه حنايا فؤادي الحنون !
غريبُ وإن كان لمّا يزل
ببعض القلوب لقلبي حنين
ولكنّها داخلتها الظّنون
وجاور فيها الشّكوك اليقين
غريبٌ فوا حاجتي للمعين
ويا لهف نفسيَ للمخلصين
شعر في المطرستشّيعُ جنازتَهُ الحقولُ
وحدها شجيرةُ الصّبير
ستضحكُ في البراري
شامتةً من بكاءِ الأشجار
فللربيع ربوعٌ زانها الزهرُ
للّهِ نَمنمة ُ النمّام حيــنَ بَدَتْ
والوردُ ينظم والمنشورُ ينثرُ
إبقَ في الشّوارعِ نزقاً
كالقططِ والأطفالِ
ابقَ على الزجاجِ لامعاً
منساباً كقطراتِ الضوءِ
ولا تدخلْ في معاطفِ الأثرياء
إلى المحلاتِ
خشيةَ أن تتلوّثَ يداكَ البيضاوان
بالنّقود
وكذلك أحلامي
ترى هل تفرّقُ الشّوارعُ بينهما؟
المطرُ حزين
وكذلك قلبي
ترى أيهما أكثر ألماً؟
حين تسحقهما أقدام العابرين
و العصافير زرقاء، زرقاء
و الأرض عيد.
لا تقولي أنا غيمة في المطار
فأنا لا أريد
من بلادي التي سقطت من زجاج القطار
غير منديل أمي
وأسباب موت جديد
مطر ناعم في خريف غريب
والشّبابيك بيضاء، بيضاء
والشّمس بيّارة في المغيب
وأنا برتقال سليب
يعني عودة الضّباب والقراميد المُبلّلة
والمواعيد المُبلّلة
يعني عودتك، وعودة الشّعر
أيلول يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ
فطوال أشهر الصّيف
كانت يدكِ مسافرة
أيلول
يعني عودةَ فمك وشـَعْرك
ومعاطفك، قفّازاتك
وعطركِ الهنديّ الذي يخترقني كالسّيفْ.
المقالات المتعلقة باشعار حلوة وقصيرة