تركيا دولة تقع في وسط قارات العالم القديم، إذ تربط قارة آسيا بقارة أوروبا التي كانت تسمى (أوراسيا)، اسمها حالياً الجمهورية التركية وعاصمتها أنقره، وقد لعبت أدواراً تاريخيةً كبيرةً على مستوى العالم عامةً وعلى مستوى العالم الإسلامي بشكلٍ خاصٍ، إذ كانت مقراً للخلافة الإسلامية في مرحلةٍ من المراحل تحت اسم الإمبراطورية العثمانية وتوسعت أملاكها في وسط آسيا والجزيرة العربية وشمال إفريقيا وكان يحكمها خلفاء يمثلون الإسلام بكل معانيه، إلا أن سلطة الخلفاء بدأت تتراجع مع زيادة حالات التمرد وانفصال الولايات، وانتشر الفساد في الحكم حتى وصل إلى الخلفاء الضعاف الذين انصرفوا إلى الملذات واللهو، وضاعت الخلافة العثمانية وانحصرت اليوم تحت اسم الجمهورية التركية، وقد انسلخ الإسلام عن نظامها السياسي إذ أصبحت دولة علمانية على يد مؤسس الدولة التركية الحديثة كمال أتاتورك على الرغم من أن أغلب سكانها من المسلمين.
أهمية الموقع الجغرافي لتركياتتوسط تركيا قارتا أوروبا وآسيا فأوروبا مهد الثورة الصناعية، وقارة آسيا أكبر دول العالم كثافةً سكانيةً، إذ يقع ما نسبته 97% من أراضيها في قارة آسيا و3% من أراضيها في قارة أوروبا، يحدها من البحر الأسود من الشمال والبحر الأبيض المتوسط من الجنوب وبحر ايجه من الغرب، وتجاورها بحدودٍ سياسيةٍ عدة دول وهي العراق، وسوريا، وإيران، واليونان، وأذربيجان، تتميز تركيا بإطلالتها البحرية على سواحل بحرية طويلة، إذ تبلغ طول سواحلها البحرية حوالي 7200 كم، وتسيطر على مضائق بحريةٍ لها قيمة تجارية كبيرة جداً.
تعد تركيا من أغنى دول العالم بالمياه، حيث تتعدد مصادره، ففيها الأنهار الجارية والبحيرات ومناخ ماطر شتاءً، وتتراكم الثلوج على مرتفعات الأناضول التي تعتبر خزانات تغذي أنهار المناطق المجاورة لها وقد حباها الله سبحانه وتعالى بطبيعةٍ غنيةٍ فأغلب أراضيها صالحةً للزراعة وتحتل الغابات مساحاتٍ واسعةٍ من أراضيها.
يبلغ عدد سكان الجمهورية التركية حوالي 72 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2008 ويتميز سكان تركيا بتركيبةٍ سكانيةٍ معقدةٍ إذ تتكون من عشرات الأعراق ويعود سبب ذلك إلى امتداد أراضي الإمبراطورية العثمانية لعدة قرون على مساحات واسعة من الأراضي المجاورة لها، فقد كانت مناطق نفوذها تشمل أراضي واسعةً من آسيا وأوروبا وإفريقيا، وكانت تحكم العديد من شعوب العالم إلا أن هذا التنوع شكل نقاط قوة للنظام السياسي في تركيا.
أهمية تركيا حالياتحتل تركيا المرتبة 17 عالمياً من حيث تعداد السكان، ويشكل عنصر الشباب نسبةً عاليةً، إذ إن المجتمع التركي يصنف عالمياً على أنه مجتمع فتي إذا ما قورن مع المجتمعات الأوروبية الهرمة، وهذا يشكل عنصر توازن مع المحيط الإقليمي الإيراني والعربي والأوروبي. كما تشكل تركيا قوةً اقتصاديةً كبيرةً على الرغم من افتقارها إلى النفط، فهي تحتكر الغذاء والماء، وتلعب تركيا حالياً دوراً إقليماً على مستوى المنطقة خاصةً في الأوضاع الحالية حيث الحروب الأهلية في المناطق المحيطة بها.
المقالات المتعلقة بأين تقع تركيا على الخريطة