جمهوريّة أذربيجان هي واحدة من الجمهوريّات الواقعة في أوراسيا، وتحديداً في منطقة القوقاز، وتمتاز تلك المنطقة بأنّها تقع على مفترق طرقٍ رئيسيّ بين أوروبا الشرقيّة وغرب آسيا، ممّا جعل أذربيجان تعدّ إحدى الدول التي تتمتع بمكانة استراتيجيّة هامّة في التاريخ، وفي ذات الوقت كانت محلّاً للصراعات مع العديد من القوى الاستعماريّة الكبرى في المنطقة من خلال عدّة عصور. يحدّ أذربيجان من الشرق بحر قزوين، ومن الشمال جمهوريّة روسيا الاتحاديّة، وجورجيا ناحية الشمال الغربي، وفي ناحية الغرب أرمينيا، وأخيراً في الجنوب توجد إيران.
الملامح الجغرافيّة في أذربيجان بالإضافة إلى موقع أذربيجان من منطقة القوقاز وقارّة آسيا والدول المحيطة بها، فإنّ هناك العديد من الملامح الجغرافيّة التي تميّز البلاد، والتي يمكن أن نذكرها في التالي:
- توجد لأذربيجان حدود ساحليّة؛ حيث إنّها إحدى الدول المطلّة على بحر قزوين الّذي يحدها من ناحية الشرق، بالإضافة إلى ذلك فإنّ جبال القوقار الكبرى تغطّي مساحةً لا بأس بها من البلاد من ناحية الشمال، ممّا يمكن أن يمثّل درعاً ضد الغزاة والتدخّل الخارجي، أمّا في وسط البلاد فتوجد مناطق سهليّة، وساعة تسمح بإقامة مستوطنات زراعيّة كبيرة.
- إنّ جبال القوقاز الكبرى وجبال تاليش وجبال القوقاز الصغرى تغطّي ما نسبته أربعين بالمائة من مساحة أذربيجان، وليست تلك الجبال حجريّة؛ بل هي جبال بركانيّة في العديد من الأنحاء، بالإضافة إلى وجود العديد من الفوّهات البركانيّة الطينيّة في شتى أنحاء البلاد، وتمتلك أذربيجان نصف براكين العالم الطينيّة على أراضيها، وقد سمحت تلك البراكين بوجود تربة خصبة للغاية، وتنوّع نباتي ممتاز في البلاد، بالإضافة إلى المناخ المتميّز، وقد تم رصد ما يزيد عن أربعة آلاف وخمسمائة نوع من النباتات الّتي تنمو في تلك المنطقة ممّا يجعلها الدولة الأولى في القوقاز من حيث التنوّع النباتي.
- المناخ في أذربيجان: يتأثّر المناخ فيها بشكل كبير بالكتل الهوائيّة الباردة القادمة من المناطق القطبيّة والإسكندنافيّة من أوروبا، بالإضافة إلى التيّارات الهوائية القادمة من سيبيريا، والّتي تكون أكثر اعتدالاً، هذا إلى جانب الضغط الجوي المرتفع الذي تمتاز به أواسط آسيا. كلّ هذا التنوّع أدى إلى ظهور أحد عشر إقليماً مناخيّاً في البلاد متنوّعاً في توزيعات الكتل الهوائيّة ودرجات الحرارة.
- تمتاز أذربيجان بوجود العديد من الأنهار التي تشكّلت على مرّ العديد من السنوات، وصاحبتها الكثير من التغيّرات الجيولوجيّة التي جعلت من تلك الأنهار التي يزيد عددها على الثمانية آلاف نهر لا تكفي لمنح البلاد المتوسّط العالمي من المياه سنويّاً.