يمارس الإنسان في حياته الكثير من المهن والحرف والأعمال المعروفة لديه منذ قديم الزّمان؛ فالعمل هو سمة الحياة بالنسبة للإنسان، ومن الأعمال التي يمارسها الإنسان هي الزراعة؛ فالزراعة هي ليست مجرّد عمليّة نثر البذور في التربة وريّها لجني محصولها في نهاية المطاف كما كان يُنظر إليها قديماً، بل هي من أسمى الأعمال التي من الممكن أن يمارسها الإنسان في حياته ليفيد البشريّة بأكملها، ففي عهدنا الحديث يُنظر للزراعة على أنّها علم وفن في آنٍ واحد يُعنى بصناعة وإنتاج المحاصيل النباتيّة والحيوانية التي تفيد الإنسان.
وأقدم المهن التي مارسها الإنسان هي الزراعة، فقد عرفها الإنسان في الشرق الأوسط قبل حوالي 11000 سنة، فقد اكتشفتها بعض القبائل في ذلك الوقت، وتعلّمت كيفية نثر البذور في التربة للحصول في النهاية على النباتات والثمار المختلفة التي شكّلت مصدراً هاماً لغذائهم آنذاك، كما تعلّمت أيضاً كيفية رعاية الحيوانات والاهتمام بها وكيفيّة الاستفادة منها.
والزراعة من الأعمال التي حثّ ديننا الحنيف على ممارستها، وأكّد على أهميتها، كما جاء في قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة "، وحتى في الغزوات والفتوحات كان نبيّنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يوصي قادة الجيوش بعدم إتلاف الأشجار أو قطعها وتدميرها أو مسّها بأذى.
ولا تقتصر الزراعة على إنتاج النباتات من البذور؛ بل هي أيضاً تشتمل على تربية الحيوانات بطريقة نظاميّة حتى تتمّ الاستفادة منها وإنتاج المنتجات العديدة منها، فمن الحيوانات التي تتمّ تربيتها عادةً: الأبقار، والمواشي، والدواب، والدواجن؛ فتربية الحيوانات أمر مهم جداً، فالحيوانات أيضاً تقدّم للإنسان المنتجات المختلفة والمفيدة له في كثيرٍ من الأمور.
أهمية الزراعة في الوطن العربيفي أيّامنا هذه تنتشر الزّراعة في جميع مناطق العالم؛ حيث إنّ كل منطقة تزرع أنواعاً معيّنة من المحاصيل التي تتلاءم ومناخها، ومن ضمن هذه المناطق وطننا العربي، بحيث تُقدّم الزراعة الكثير من الفوائد بالنسبة للوطن العربي، وهي:
المقالات المتعلقة بأهمية الزراعة في الوطن العربي