خلقنا الله عزّ وجل واستعمرنا في هذه الأرض لعمارتها وتوحيده وعبادته وحده، وهيّأ لنا جميع الأسباب، وخَلق هذا الكون بأسره وسخّره من أجل الإنسان، وبَعَثَ الرسل والنبيين مبشّرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب، وبيّن لهم طريق الخير وطريق الشر، وأخبرهم بأنّ هناك موت وبعث ليوم القيامة، ومن ثمّ حساب على كلّ ما قدم في حياته الدنيا.
حسب أعمال الإنسان قد ينال الثواب في جنّةٍ عرضُها السماوات والأرض، ونعيمٌ مقيم وسعادة أبدية، وإمّا أن ينال عقاباً في النار، ويذوق أهوالها، فكيف لمن أدرك ذلك أن يعصي ربه، ويُقدم على الكبائر والموبقات؛ فهل يُطيق نار الدنيا ليطِق نار الآخرة، ولكن للأسف عطّل بعض الناس عقولهم، وصمّوا آذانهم، وغلّفت قلوبهم بأغشية لا ينفذ إليها نور الحق، فخسروا خسراناً مبيناً، فالله لا يظلم مثقال ذرة، ولكن بما كسبت أيديهم ويعفوا عن كثير.
عذاب أهل النارمن كانت جهنّم مصيرهم ومثواهم جزاء وفاقاً، فسيذوقون من أصناف العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وسيمكثون فيها أبد الدهر، وسيعيشون في ظلمة مطبقة، فجهنّم سوداء حالكة، ففرش وأغطية من يقطنها هي من النار، ولباسهم النار والحديد والقطران، وطعامهم الزقوم، وشرابهم الصديد والحميم، والغساق والمهل، وهناك ستُبدّل جلودهم كلّما نضجت بجلود غيرها لاستمرارية العذاب، وهم يصطرخون فيها ويطلبون من ربّ العزّة الخروج منها، ولكن لا فائدة الآن، فقد قدم إليهم بالوعيد وحذّرهم منها، فقابلوا ذلك بالسخرية والاستهزاء، والتكذيب والتكبر، وإن أهون أهل النار عذاباً رجل أُلبِسَ نعلين من النار، يغلي من شدة حرهما دماغه، وإن أعظم العذاب حجابهم عن رؤية الله عز وجل، والتمتع بالنظر لوجهه الكريم، فأي عذاب يفوق هذا العذاب وأي حرمان.
أسماء نار جهنمتم ذكر نار جهنم في القرآن الكريم بعدة أسماء والتي أُعدت للكافرين والمشركين والظالمين، وإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار؛ فهي السعير والهاوية، والجحيم ولظى، وسقر والحطمة، وكلٌّ من هذه الأسماء دالة على هولها وعظيم عذابها، أعاذنا الله منها، وحرمنا عليها وحرمها علينا.
الجنة وأحوال أهلهاجزاء المتّقين الطائعين لله ورسوله من صبروا وتحمّلوا في سبيل الله، من نهوا النفس عن الهوى، فيها من النعيم ما لا يوصف، لا تعب فيها ولا نصب، فعذابات الدنيا لا تُقارن بنعيمها، بل إنّ من يدخلها يقول ما رأيت شراً قط، وإنّ أعلى منازلها الفردوس الأعلى تحت العرش الكريم، وإنّ أعظم النعيم فيها رؤية وجه الله تعالى، ومن أسمائها جنة الخلد، ودار السلام، ودار المقامة.
المقالات المتعلقة بأسماء نار جهنم