تلوّث البحار خلق الله تعالى الكون واختار منه كوكب الأرض ليكون هو كوكب الحياة الذي يعيش عليه الإنسان والكائنات الحيّة المختلفة، وأودع فيه أسباب الحياة، مثل: الغلاف الجويّ، والتّضاريس السّطحيّة المختلفة، ومن هذه التّضاريس المُسطّحات المائيّة، مثل: البحار، والمُحيطات، والّتي تعدّ نِعمةً من الله تعالى؛ لأنّها تأوي الكثير من الكائنات الحيّة المائيّة، وتُشكّل وسطاً مناسباً لعيشها بسلام، كما أنّ مياهها تمتصّ الحرارة، وتُلطّف المناخ، وتمتصّ كميّاتٍ كبيرةً من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار.
تعرّضت مياه البحار والمحيطات إلى التلوّث، ويُقصد بذلك تغيّر الخصائص الفيزيائيّة أو الكيميائيّة للمياه، لتُصبح غير صالحة للاستخدام، وقد تسبّب الأمراض الخطيرة، وأصبح هذا التلوّث من المشاكل الخطيرة التي تؤثّر على الثّروة المائيّة الموجودة فيها، ممّا يؤثّر على الإنسان.
أسباب تلوّث البحار أشارت الدراسات إلى أنّ الإنسان هو المُسبّب الرئيسيّ لتلوّث مياه البحار؛ نتيجة نشاطه السلبيّ، ومن أسباب هذا التلوّث:
- رمي الإنسان النّفايات؛ حيث يظنّ بأنّ هذا البحر يستطيع تنظيف نفسه بنفسه، وأنّ هذه النّفايات لن تظهر نتيجة صغر حجمها مقارنةً مع حجم البحر.
- تسرّب النّفط أثناء عمليّات استخراجه من أعماق البحار والمحيطات؛ حيث أدّت اكتشافات الإنسان إلى وجود النّفط في المناطق المائيّة؛ فاتّجه إلى استخراجه باستخدام الأجهزة الحديثة، وعلى الرغم من الحرص الشّديد إلّا أنّه قد تتسرّب بعض الكميّات من النّفط وتُسبّب تلوّث المياه، كما أنّ هذا النّفط يمكن أن يتسرّب من النّاقلات عند مرورها عبر المياه.
- دفن النّفايات الفيزيائيّة والكيميائيّة في أعماق البحار؛ فهذه النّفايات على الأغلب من المواد المشعّة الخطِرَة.
- هطول الأمطار الحمضيّة التي تحتوي على نِسبةٍ عاليةٍ من الشّوائب والأملاح الضارّة، وعند تساقطها فوق مياه البحار فإنّها تسبب تلوّثها.
- إلقاء مخلّفات المصانع في البحار، ويَظهر ذلك جليّاً في المَناطق الصناعيّة التي تكثر فيها المصانع.
تأثير تلوّث مياه البحار على الثّروة السمكيّة تُعدّ الأسماك من أهمّ مصادر الثّروة المائيّة؛ حيث اعتمد الإنسان عليها منذ القِدم في الغذاء، ولكن أصبحت هذه الثّروة في خطرٍ نتيجة تلوّث مياه البحار، ويؤدّي هذا التلوّث إلى:
- نفوق أعداد كبيرةٍ من الأسماك، وطفوها على سطح المياه.
- فقدان الأسماك للمواد الغذائيّة التي ترتكز عليها في التّغذية، ممّا يؤدّي لاحقاً إلى موتها.
- إصابة الأسماك بالمَشاكل نتيجة بعض الملوّثات؛ فقد أثبتت الدّراسات أنّ وجود النّفط في المياه ولو بكمياتٍ قليلةٍ يؤثر بشكلٍ سلبيٍّ على قلوب أجنّة الأسماك، حيث يتغيّر شكل القلب، ويقلّل ذلك من قدرتها على السّباحة.
- تلوّث الأسماك بالمعادن الثّقيلة، مثل: الزّئبق، والكادميوم، والرّصاص، وعندما يتغذّى الإنسان على هذه الأسماك فإنّ نسبة هذه العناصر تزداد في جسمه وتسبّب له الضّرر الكبير.