أسباب انتصار المسلمين في غزوة بدر

غزوة بدر

تُعَدُّ غزوة بدر معركة فاصلة في تاريخ الدعوة الإسلاميَّة، وقد سميّت بغزوة الفرقان، لانَّها فرّقت بين الحق والباطل، وتجلَّت فيها عقيدة الولاء والبراء، وقد ظهر ذلك بوضوح عندما رفع المؤمنون السلاح على أقاربهم الكفار وأخذوا يطاردونهم ليقتلوهم. انتصر المؤمنون في غزوة بدر نصراً مؤزراً، وهناك عوامل وأسباب قد تجمَّعت لتحقيق هذا النصر، وفيما يأتي شيء من التفصيل فيها.

عوامل انتصار المسلمين في غزوة بدر

• قوة الإيمان والعقيدة في نفوس المؤمنين، حيث ظهرت هذه العقيدة بدرجة جعلت المؤمنين يحبون الموت في سبيل الله كحبهم للحياة نفسها وزيادة.
• الأخذ الجيّد بالأسباب، وقد تجلَّى ذلك في طريقة استعداد المسلمين للقتال وطريقة ترتيب الرسول صلّى الله عليه وسلّم لهم.
• الروح المعنوية العالية، حيث بث صلّى الله عليه وسلّم في قلوب المسلمين روح الحماسة والإقدام على القتال عندما أخذ يحرّضهم على القتال ويبشرهم بالجنة.
• حكمة القيادة العسكريَّة، وهي قيادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد ظهرت في مواطن متعددة من غزوة بدر منها اختياره أناساً من أقاربه للمبارزة مع المشركين إيثاراً بتعريضهم لاحتماليّة القتل على غيرهم.
• الشورى، وذلك بعد نجاة قافلة أبي سفيان حيث شاور الرسول صلى الله عليه وسلَّم أصحابه حول القتال من عدمه وكذلك أخذ صلّى الله عليه وسلّم برأي الخباب بن المنذر في مكان نزول الجيش قرب ماء بدر.
• التربية الإيمانيَّة الجهاديَّة، حيث تربى المسلمون على حبِّ الآخرة، وحب الجهاد في سبيل الله.
• نصر الله للمؤمنين بقتال الملائكة في صفوفهم وتثبيتها لهم لقوله تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) [الأنفال:12].
• صدق التوكل والاعتماد على الله سبحانه، إذ يُعدّ ذلك من أقوى وأهم أسباب النصر، بل جميع عوامل النصر بدونه لا تساوي شيئاً.

أهميَّة الشورى

• فيها استجابة لأمر الله سبحانه عندما، قال: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) [آل عمران: 15]
• إشراك المسلمين في اتخاذ القرارات الهامَّة والمصيريَة.
• تحمَّل المسلمين لتبعات ونتائج القرارات التي يتخذونها من خلال الشورى، وبالتالي يقدمون عليها بحكمة ورويَّة.
• تساعد في الوصول إلى الرأي الصواب.

إنَّها غزوة الفرقان التي فَرّقَتْ بين الحق والباطل، وبين مرحلتين مرحلة الصبر وتحمُّل الأذى من قريش، ومرحلة رفع السلاح ضدَّ الظلم والطغيان الذي تمثله قريش.

بعد غزوة بدر قويت شوكة المسلمين وعلا نجم دعوتهم وسطع نور رسالتهم، وبدأت قوّة قريش تتآكل ومعنوياتها تتصدع، ولقد أثرت غزوة بدر في مرحلة الدعوة الإسلاميَّة بشكل كبير وملموس.