الخلافة العباسيّة تعتبر الخلافة العباسية ثالثَ خلافة إسلاميّة، وجاءت بعد خلافة بني أميّة لدولة المسملين، وهم سلالة عمّ الرّسول - صلّى الله عليه وسلم- الأصغر العبّاس بن عبد المطّلب، وقد استعانوا في إقامة الدولة العباسية بكلٍّ من الفرس والشيعة من أجل التخلص من بني أميّة، ومطاردتهم حتى قتلوا أغلبهم ولم ينجُ منهم سوى مَن هرب إلى الأندلس، واتّخذوا من الكوفة عاصمةً لهم، بعد أن كانت دمشق في عصر الأمويين.
وقد بدأت في عام مئة واثنين وثلاثين للهجرة، واستمرت حتى عام ستّمئة وستة وعشرين للهجرة، وتقسّمت خلال هذه الفترة إلى خمسة عصور، ولم تحكم كامل الدّولة الإسلاميّة خلال هذه الفترة، بل تخللها العديد من الخلافات الأخرى، نظراً لاتساع رقعة الدّولة، وبُعد العاصمة عن الولايات، ممّا جعل السيطرة عليها صعباً، كما أنّ الولاةَ تجرّؤا على أن يتجاوزوا حدودَهم.
أبرز خلفاء الدّولة العباسيّة توالى عددٌ كبير من الخلفاء العبّاسيين على حكم الدّولة الإسلاميّة، وكان النظام المتّبع ف ولاية العهدِ هو الوراثة، وقد سمّي العصر الأول للدّولة العباسيّة يسمّى بالعصر الذّهبي، حيث سيطر العباسيون على الدولة بشكل كامل، وقد كانت دولة قويّة واهتمت بالعلم بشكل كبير، وبدأ هذا العصر بالخليفة السّفاح وانتهى بالواثق، وقد ضمّ أبرز الخلفاء العباسيين، ومنهم:
- أبو جعفر المنصور: يعدّ المنصور المؤسسَ الحقيقي للخلافة العباسيّة، وقد دام حكمه ما يقارب الاثنتين والعشرين سنة، وطّد فيها ركائز الدّولة، وقضى على الأخطار التي تهددها، واهتم بالعلم والعلماء، وأوْلاهم أهميّة كبيرة.
- محمد المهدي: هو ثالث الخلفاء للدّولة العباسيّة، كان محبوباً، حسَن السيرة، وكثرت في وقته الفتوح في بلاد الرّوم، بالإضافة إلى جزء من الهند، كما أنه بنى جامع الرصافة المشهور.
- هارون الرشيد: هو خامس الخلفاء العباسيين، وهو أشهر الخلفاء العباسيين، فقد ذكره الغرب في كتاباتهم، وقد كان يقود الغزوات بنفسه، وقيل إنّه حجّ تسع مرات، واتسعت في عهده رقعة الدّولة العباسيّة، واهتم كثيراً بالعلم، وكان يرسل البعثات العلميّة لأوروبا، كما أنّه بنى المساجد والقصور.
- المعتصم بالله: هو محمد بن هارون، ثامن الخلفاء العباسيين، وتعود له قصّة المرأة التي استنجدت بالمعتصم فسيّر لها الجيوش، وقد وردتْ عدّة روايات لهذه الحادثة، ولكنّ الراوية المرجّحة أن الروم أسروا امرأة من المسلمين في عمّوريّة، فقالت:(وامعتصماه)، فأرسل للحاكم الروماني بأن يخلي سبيل المرأة وإلا فليأذن بجيش عظيم، فلم يأبه الملك الروماني للرسالة، فسيّر المعتصم الجيوش، وسيطر على عمّوريّة، وأطلق سراح المرأة، وقام بإصلاحات كثيرة منها اقتصاديّة، كما أنه قضى على الدولة التي أقامها بابك الخزمي، حيث كان قد استحدث ديناً جديداً فيها يجمع بين الإسلام والمجوسيّة، واستّمر حكمه عشرين عاماً.