وعد بلفور والقضية الفلسطينية

وعد بلفور والقضية الفلسطينية

وعد بلفور

أصدرت السّلطات البريطانيّة في بداية القرن العشرين، في اليوم الثّاني من شهر نوفمبر من عام 1917 ميلادياً وتحديداً حكومة الملك البريطانيّ لويد جورج وعداً مشؤوماً لليهود سمّي بوعد بلفور، وقد كان لهذا الوعد آثارٌ سلبيّة وخيمة على فلسطين والشّعب العربيّ المسلم فيها، بحيث شكّل فيما بعد ما يعرف في ذاكرة العربي والمسلم بالقضيّة الفلسطينية التي أصبحتْ محور اهتمام الشّعوب والأنظمة العربيّة والإسلاميّة التي ترى فيها قضيّة مفصليّة هامّة في تاريخ الأمّة، والتي تستدعي حشد الجهود ورصّ الصّفوف بغية حلّها وتحرير هذه الأرض المقدّسة من دنس المحتلّين الذين دخلوها بفعل هذا الوعد المشؤوم، فما هو نصّ وعد بلفور، وما هي آثاره على القضيّة الفلسطينيّة.

نص وعد بلفور

أصدرت وزارة الخارجيّة البريطانيّة ممثّلة بوزير الخارجيّة جيمس آرثر بلفور وعداً صادقت عليه الوزارة وأيّده الملك البريطانيّ، وفي هذا الوعد تنظرُ بريطانيا بعين العطف على آمال اليهود في إقامة وطنٍ قوميّ لهم في فلسطين، وتعهّد بالقيام بالتّسهيلات التي تحقّق هذا الوعد على أرض الواقع، وقد وصف العرب والمسلمون هذا الوعد بِ "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، فبريطانيا التي فرضت انتدابها الغاشم على فلسطين منذ العام 1920 ميلاديّاً لم تكن تملك فلسطين حتى يكون لها الحقّ في التّصرف فيها، كما أنّ من وعدتهم بوطنٍ في فلسطين لم يكونوا ليستحقّوا هذا الوعد.

وعد بلفور والقضيّة الفلسطينيّة

تتجلّى آثار وعد بلفور على القضيّة الفلسطينيّة في عدّة أمور، منها :

  • كان هذا الوعدُ بداية التّمكين لليهود الصّهاينة في فلسطين، فقد عقد اليهود مؤتمراتٍ من قبل، وأشهرها مؤتمر بازل في سويسرا من أجل إقامة وطنٍ لهم، ولكنّ كلّ تلك المؤتمرات لم تؤتي ثمار ما جاء به وعد بلفور، فهذا الوعد وفّر الحماية الرّسميّة من قبل قوّة إقليميّة مستعمرة وهي بريطانيا لمجموعةٍ من العصابات والشّراذم الصّهيونيّة العابثة، والتي استطاعت تحت هذه الرّعاية والحماية من تقوية شوكتها وتثبيت أركانها.
  • زيادة أعداد اليهود في فلسطين، فعندما أصدر البريطانيّون وعد بلفور لم يكن عددُ اليهود في فلسطين يتجاوزُ خمسة في المائة من عدد السّكان، ولكنهم تزايدوا بعد الوعد بشكلٍ كبير بفعل الهجرات التي شجّعتها القوى الإقليميّة.
  • صدر هذا الوعدُ في فتراتِ ضعف الدّولة العثمانيّة، عندما هزمت في الحرب العالميّة الأولى وزاد تشرذم الدّول العربيّة والإسلاميّة، حيث مهّد لاحقاً لإنشاء الكيان الصّهيونيّ الذي أصبح كالسّرطان المخيف في جسد الأمّة، وكالدّاء العضال الذي ينشر سموم التّفرقة والضّعف والتّشرذم والخلافات في جسد الأمّة العربيّة والإسلاميّة.

المقالات المتعلقة بوعد بلفور والقضية الفلسطينية