تتأثّر صحّة الإنسان بالعامل النفسي؛ حيث إنّ الصحة الجسديّة والنفسية مرتبطتان ببعضهما بشكل وثيق، فالشعور بالفرح ينعكس على الصحة ويمنح الجسم طاقة ونشاط تجعله قادراً على أداء المهام المطلوبة منه، ويحدُث العكس في حال تعرُّض الإنسان لانتكاسة تجعله حزيناً وكئيباً، وقد بيّنت الدراسات أنّ التوتر والقلق والحزن من الممكن أن يكون لهم دورٌ في ارتفاع ضغط الدم وبالتالي التأثير على النفسية والحمل والإنجاب.
اختلاف آراء الأطباء في العلاقة بين الحالة النفسية وتأخر الحملتحتاج السيّدة إلى انتظام هرموناتها حتى تتمكّن من الحمل، وهذا يتطلّب منها الحفاظ على جسدها من الإجهاد والإرهاق لتهيئته لمرحلة الحمل، كما أنّ الحالة النفسيّة والعاطفية لهما دورٌ كبيرٌ في حدوث الحمل من عدمه، ومن الصعب ألا يمر الإنسان بفترات من الضغوط النفسية التي تُسبب التوتر والقلق، ولكن من المهم ألا تستمر هذه الحالة لفترة طويلة.
الحقيقة أنّ ما سبق ذكره هو رأي فريق من الأطبّاء الذين يُؤمنون بدور الحالة النفسيّة للسيّدة في تأخُر حملها، فمن الصعب أن تمتنع السيدة عن التفكير في تأخر إنجابها، كما أنّ بعض المجتمعات ربما تزيد من حالتها النفسية السيئة مما قد يُؤثر على انتظام الدورة الشهرية وبالتالي الإخصاب، وهناك ما يُسمى بفضل الإباضة الناتج عن التوتر، وهذه حالة تُصيب السيدات اللاتي يعانين من الحالة النفسية السيئة ممّا يَمنع حدوث الإباضة وبالتالي لا يحدُث حمل.
أما الرأي الثاني للأطباء فيقول بأن هناك سيدات يحملن ويلدن وهُنّ يعانين من الاكتئاب؛ بل يخضعن لجلسات لدى الطبيب ويتناولن الأدوية المعالجة لهذا المرض، ومن هنا يرى هذا الفريق أنّه لا علاقة للحالة النفسيّة في حدوث الحمل من عدمه، وهناك الكثير من التجارب التي أثبتت أنه يُمكن للمرأة الحمل رغم أنها كانت تعاني حالة نفسية سيئة للغاية، ومن المُرجّح أن يكون هذا الرأي هو الأكثر صواباً بالنسبة للكثير من الأطباء.
إن تأخر الحمل لا بُد أن يكون له سبب عضوي، ولهذا يُنصح بأن تتابع السيدة مع طبيبها هذا الأمر لمعرفة سبب تأخّر الحمل، من خلال الخضوع للتحاليل والصور التي تُؤكّد إن كانت هناك مُشكلةٌ حقيقيّة وراء ذلك، فربما يكون سبب التأخر مجهول وتظهر التحاليل سليمة لكلا الزوجين، وفي هذه الحالة ما على السيّدة سوى الانتظار حتى يأذن الله بحدوث الحمل، وعليها أن تتقرّب من الله عزّ وجل بالدعاء والإكثار من العبادات بدلاً من الاستسلام للتفكير الذي سيُؤدّي إلى توتّرها وحُزنها وقلقها الدائم.
المقالات المتعلقة بهل النفسية لها دور في تأخر الحمل