يعتبر السير إسحق نيوتن واحداً من أبرز العلماء الإنكليز، الذين تركوا بصمتهم في تاريخ الثورة الفكريّة، والنهضة الحضارية العلمية عبر الأجيال، وعلى الرّغم من نبوغه وعبقريّته فقد قوبلت أفكاره تلك بانتقادات شديدة واتّهم بأنه ينجّم في العلم، ليعلن موقفه الرافض للانتقادات بعبارته الشهيرة "أنا لا أختلق الفرضيات".
تاريخ الميلاد والنشأةولد إسحق نيوتن بعد وفاة والده بثلاثة أشهر، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول لعام ألفٍ وستمئة واثنين وأربعين للميلاد في مزرعة وولسثورب في مقاطعة لينكونشير في إنجلترا. تربّى على يد جدّته لأنّ والدته تزوّجت وانتقلت للعيش في بيت زوجها، وفي الثانية عشر من عمره انتسب إلى مدرسة الملك في جرانتهام، واجتهد كثيراً ليُحرز لقب أفضل طالب في المدرسة وذلك ثأثّراً من التلاميذ السيئين، لذلك يُعتقد بأنه مصاب بمرض نفسي يُعرف بمتلازمة أسبرجر.
أهم أعمال نيوتنفي عام ألف وستمئة وخمس وستين ميلادي تمّ قبوله في جامعة كامبردج التي كانت تعاليم الفيلسوف أرسطو هي السائدة فيها، ليقوم إسحق نيوتن بنقلةٍ نوعيّة؛ حيث أضاف أفكار الفلاسفة المُحدثين حينها وبعض العلماء، كنيكولاس كوبرنيكوس، وجاليليو جاليلي، ورينيه ديكارت، وغيرهم، ومن أهمّ اكتشافاته الرياضيّة نظرية ذات الحدّين العامة التي تصلح لأي أس، ونظرية حساب التفاضل والتكامل، والبصريات، بالإضافة لقانون الجاذبية.
يُعتبر نيوتن أوّل من استخدم الكسور العشريّة في المعادلات، وقد استخدم الهندسة التحليليّة لإيجاد حلول المعادلات وخصوصاً الديوفانتية منها.
إنجازات نيوتن في علم البصرياتله العديد من الدراسات المذكورة في كتابه البصريات حول انكسار الضوء، كما أثبت أنّه يُمكن للموشور أن يحلّل اللون الأبيض إلى ألوان الطيف السبعة، كما يمكن إعادة تجميع تلك الألوان إلى اللون الأبيض الواحد، وذلك باللجوء لاستخدام عدسة أو موشور آخر، كما أنّه صاحب نظرية نيوتن للألوان التي تقول إنّ اللون ينتج من تفاعلية الأشياء مع الضوء.
وأثبت أنّ الشكل الإهليلجي لمدارات الكواكب ينتج عن جاذبية تتعاكس مع مربع نصف القطر، وهو أوّل من وضع مخطّطات لتمدّد الأشعّة باستخدام المصفوفات والرسوم البيانية لتتحوّل شروحاته تلك إلى ما يُعرف بقواعد وأساسيات عرض الخط الطيفي في الليزر.
الميكانيكا ورصد الكواكبدوّن نيوتن أبحاثه في هذا المجال في كتابه الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية، هذا الكتاب الذي يُعدّ أهمّ أسس الثورة الصناعية، كما وضع دراسات حول سرعة الصوت في الهواء، وقانون الجاذبية العام، وبيّن أنّ الاعتدالين الربيعي والخريفي ينتجان عن قوى انجذاب القمر إلى الأرض، وأنّ الشمس هي مركز المنظومة الشمسيّة التي هي في حالة متغيّرة دوماً.
وفاة نيوتنتوفي وهو نائم في سريره في العشرين من شهر آذار لعام ألفٍ وسبعمئة وسبع وعشرين للميلاد، بعد أن وهب ثروته لأقاربه، ولكثرة تواضعه في كل اكتشاف كان يتوصّل إليه كان يقول: "إن توصّلت لشيء، فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة".
المقالات المتعلقة بنبذة عن نيوتن