عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه الخليفة العادل، الفاروق الذي فرَّق بين الحقّ والباطل، شجاعٌ أرهب الصَّناديد والرِّجال الأشداء، رجلٌ تقف سيرته على جبهة التَّاريخ كواحدةٍ من السِّير الخالدة المُضيئة، رجلٌ أجرى الله الحقّ على لسانه وقلبه؛ فهابه الإنس والجنّ.
عمر بن الخطَّاب بن نُفيل بن عبد العُزَّى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عُديّ بن كعب بن لؤي، أبو حفصٍ القرشيّ العدويّ، ثاني الخُلفاء الرَّاشدين ووالد زوجة النَّبي صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر رضي الله عنهما، وواحدٌ من العشرة المبشرين بالجنّة، توَّلى الخِلافة بعد وفاة أبي بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه، واستمرَّت خلافته المباركة عشر سنواتٍ فتح الله على يديّه فيها بيت المقدس، وبلاد الشَّام، وأتمّ فتح كامل مصر والعراق وبلاد فارس، وفتح بُرقة وطرابلس الغرب، وقد استشهد رضي الله عنه بعد طعنه بخنجرٍ مسموم على يدّ أبو لؤلؤة فيروز الفارسيّ المجوسيّ، ودُفن بجوار النّبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصِّديق رضي الله عنه وأرضاه.
إسلام عمر بن الخطَّابكان عُمر شديد العداوة للإسلام وللمسلمين ولنبيِّهم؛ فكانت أولى اللَّحظات التي غيّرت من حياة هذا الرَّجل العظيم أنّه سمع النَّبي صلّى الله عليه وسلّم يقرأ القرآن عند الكعبة في صلاته، فشعر بأنّ هذا القول هو القول الحقّ، ولكنّه بقي على عناده وإصراره على الشِّرك، بعد ذلك بعدَّة أيَّام تقلَّد عُمر سيفه يريد قتل النَّبي صلى الله عليه وسلم، فلقيه رجلٌ، فسأله ما أنت فاعلٌ يا عُمر؛ فقال: أريد قتل محمَّدًا؛ فقال له الرَّجل: وهل سيترك أهله من بني هاشمٍ وبني زُهرة وشأنك بعد قتلك لابنهم؟ قال عُمر: ما أراك إلا قد أسلمت واتبعت محمَّدًا؛ فقال الرَّجل: أولا أدُلُّك على العجب؟ فقد أسلما أختك وزوجها واتَّبعا دِين محمَّدٍ؛ فذهب عُمر إليهما وحصل بينهما جدالٌ حادٌّ وضرب عُمر أخته وزوجها، وبعد أنْ هدأ طلب منهما أنْ يقرأ شيئًا من القرآن؛ فقرأ آياتٍ من سورة طه؛ فقال: ما أحسن هذا الكلام دلوني على محمَّدٍ.
كان النّبي صلى الله عليه وسلم حينها في دار الأرقم؛ فذهب عُمر إلى هُناك، وعند دخل قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: اللهم هذا عُمر بن الخطاب، اللهم أعزّ الإسلام بعُمر بن الخطَّاب؛ فقال عُمر: أشهد أنّ لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله؛ فكبر المسلمون تكبيرًا شديدًا.
أهمّ أعمال عُمر بن الخطَّابالمقالات المتعلقة بنبذة عن عمر بن الخطاب