الأفاعي حيواناتٌ زاحفةٌ من ذوات الدم البارد التي تنتمي إلى رُتبة Serpentes، وقد ظَهرت لأوّلِ مرّةٍ على الأرض منذ ما يُقارب (99) مليون عام، لها جسمٌ مُتطاول، مُغطّى بالحراشف. تَنتشر الأفاعي في جميع بِقاع الأرض باستثناء القارّة القطبيّة الجنوبيّة، وغرينلاند، ونيوزيلندا، وآيسلندا، وإيرلندا، وتعيش في العديد من الموائل مثل: الغابات، والبراري، والصحارى، والبُحيرات، والمُحيطات. لا توجد للأفاعي أطراف، إلا إنّها قادرةٌ على الحركة بسرعة، بعضها يتحرّك بشكلٍ مستقيم، وبعضها بشكلٍ متعرّج، وبعضها يتحرك بشكل جانبي مُتعرّج، وهي تتحرّك للأمام دائماً؛ إذ إنَّها لا تتمكّن من الرجوع للخلف.[١]
أنواع الأفاعيمن أشهر عائلات الأفاعي وأنواعها الآتي: [٢]
تتميّز الأفاعي بالتصميم الفريد لهَيكلها العظميّ الذي يُوفّر لها المرونة، والقُدرة على الحركة على جميع أنواع الأسطح، والشكل المميّز للجسم الخارجيّ، والأعضاء الداخليّة مثل، المعدة، والرئتين، والكبد، والكلى التي تكون ممدودةً، مُقارنةً بالإنسان الذي يَتكوّن جسمه من (206) عظمات. يتكوّن جسم الأفاعي من (400) عظمة أو أكثر وذلك حسب نوعها، وتُشِّكل هذه العظام، الجمجمة، والفك، والعمود الفقريّ الذي يتكوّن من الفقرات والأضلاع المتصلة بها على امتداد الجسم، ما عدا فقرات الذّيل التي لا تَرتبط بها أضلاع.
تتكيّف جُمجُمة الأفاعي لالتهام فريسةٍ أكبر من مُحيطِها بثلاث مرّات؛ وذلك لأنَّها تَحتوي على الكثير من المفاصل، كما أنّ كلّ فكٍّ يتكوّن من قطعتين غير مُلتحمتين من الأمام، وتكون عظام الفك متّصلةً بالجمجمة بشكل فضفاض بواسطة أربطة قابلة للتمدّد ممّا يسمح للأفعى بفتح فمها عموديّاً وجانبياً، وبفضل وجود أنبوب في الجزء السُّفلي من الفم تتمكّن الأفعى من التنفّس أثناء ابتلاع الفريسة.
يتكوّن العمود الفقري للأفعى من عددٍ كبير من الفقرات، وتتّصل كلّ فقرة بضلعين حُرين من الأمام لعدم وجود عظمة صدر، وهذا تَكيُّفٌ مُهم يسمح للأضلاع بالتوسّع عندما يبتلع الثعبان فريسةً كبيرة.[٣]
تغذية الأفاعيتُؤدّي الأفاعي دوراً أساسيّاً في النظم البيئيّة كحيوانات مفترسة، فهي تَتغذّى على العَديد من الفرائس مثل: الثدييات الصغيرة والكبيرة، والطيور، والزواحف، وحتّى الأفاعي الأخرى، والضفادع، والحشرات، وبذلك تُحافظ على أعداد القوارض وغيرها من الحيوانات ضمن المُستويات المقبولة.
تتمكَّن الأفاعي من التهام فريسةٍ كبيرة الحجم بفضل مُرونة فكوكها، وإمكانيّة فصل الفك العلوي عن الفك السفلي؛ حيث تمتلك مُعظم أنواع الأفاعي أسنان خلفيّة تُمكّنها من تثبيت الفريسة ومنعها من الهرب، ومُعظم الأفاعي حيوانات ليليّة النّشاط، تصطاد خلال الليل وتختلف طريقة قتلها للفريسة من نوع لآخر، فالأفاعي السّامة تحقن فريستها بالسّم ثم تلتهمها، أمّا الأفاعي العاصرة فتقوم بعصر فريستها حتّى الموت، لا تحتاج الأفاعي لتَناول الطّعام يومياً، ويُمكن لبعضِ أنواع الأفاعي مثل الأناكوندا، والبيثون البقاء على قيدِ الحياة لمدّةٍ تصل إلى عام دون تناول أيّ نوعٍ من الطعام.[١]
تكاثر الأفاعيتختلف طرق تكاثر الأفاعي باختلاف أنواعها، تتكاثر أغلب الأنواع بوضع البيض (بالإنجليزية: Oviparous) ومن أشهر الأفاعي التي تتكاثر بهذه الطريقة الأنواع التي تنتمي لعائلة الحنش التي تضم ثلثي أنواع الأفاعي في العالم، والأنواع التي تنتمي لعائلة العربيد، تتخلى أغلب الأفاعي عن البيوض بعد وضعها، إلا أنّ بعض الأنواع تقوم بالالتفاف حول البيوض لتوفر لها الحرارة المناسبة حتى تفقس، وأفعى الكوبرا الملك، هي الأفعى الوحيدة في العالم التي تبني عشاً لتضع فيه البيض، وتحمي بيوضها حتى تفقس. تتكاثر بعض أنواع الأفاعي مثل الأفعويات، والأفاعي المجلجلة، والأناكوندا، والبوا العاصرة، وأفاعي البحر - باستثناء أنواع جنس لاتيكودا- بالولادة، بعضها يلد صغاراً حية وتُسمى أفاعي ولودة (بالإنجليزية: viviparous)، أما البعض الآخر فينتج بيوضاً تبقى في جسم الأم حتى تفقس، ثم تخرج الصغار الحية من جسم الأم بدون البيضة، وتوصف هذه الأفاعي بأنها بيوضة ولودة (بالإنجليزية: ovoviviparous). تكون صغار الأفاعي مكتملة النمو وتبدأ بالاعتماد على نفسها منذ اليوم الأول، والصغار التي تنتمي للأنواع السامة تكون مزودة بأنياب، وسم ويمكنها أن تلدغ لدغة قاتلة. [٤]
سم الأفعىبالرغم من السمعة السيئة للدغات الأفاعي، إلا أنَّ أقل من (30%) من الأفاعي تكون سامة، و(10%) منها فقط تُشكِّل خطراً على حياة البشر، والسُّم هو لعاب مكون من (80%) من البروتينات، و(20%) من الإنزيمات، منها (20) إنزيم سام، عندما تلدغ الأفعى السَّامة فريستها فليس بالضرورة أن تحتوي اللدغة على السُّم، إذ أنَّ الأفعى نفسها تقرر إن كانت تريد للدغتها أن تكون سامّة أم لا، عادةً تحقن الأفعى السُّم في جسم الفريسة عندما تلدغها، لكن يوجد بعض الأنواع تبصق السُّم مثل، الكوبرا الباصقة، بعض أنواع السُّم تؤثر على الدَّم والدَّورة الدَّمويّة، وتسبب فشل القلب، والنزيف، وبعض الأنواع تؤثر على الأنسجة العضليّة وتمنع العضلات من اللانقباض، فتموت الفريسة نتيجة فشل الكلى، والقلب، أما أكثر انواع السُّموم اعتدالاً فهو السُّم الذي يهاجم الخلايا، والانسجة، والأوعية الدَّمويّة، ويسبب ضعف الدورة الدموية. بعض أنواع السُّموم تهاجم الجهاز العصبي وتمنع وصول الإشارات العصبيّة من وإلى الدماغ، والعضلات، وتسبب الشَّلل التدريجي للهيكل العظمي، والعضلات الطرفية، وتموت الفريسة بسبب فشل الجهاز التنفسي، أو القلب. [٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بالأفاعي