تعتبر الهندسة الميكانيكيّة أحد فروع الهندسة التي تهتم بتصميم، وتشغيل، وتطوير الآلات والأجهزة، والمحركات المختلفة في مختلف قطاعات الأنشطة الاقتصاديّة، حيث تهتم بشكلٍ خاص بالقوى والحركة، كما تعدّ علماً قائماً بحد ذاته يهتم بدراسة كافة أشكال الطاقة، وتأثيراتها على الأجسام، وهو تخصص واسع له علاقة وطيدة بكافة مجالات الحياة، حيث إنها تتعلق بالصناعات المختلفة؛ كصناعات الفضاء، والطيران، والإنتاج، وتحويل الطاقة، والتكييف، والتبريد، والنقل، وفي المحاكاة المعلوماتيّة.
كان يطلق على الهندسة الميكانيكيّة في العصور الوسطى، وخاصةً مناطق الشرق الأوسط، والجزيرة العربيّة مصطلح علم الحيل الروحانيّة، وأُطلق لقب الروح عليها نسبة إلى الطاقة التي تشغل الآلات المختلفة.
تاريخ الهندسة الميكانيكيةيعتبر اختراع المحرك البخاري في منتصف القرن التاسع عشر نقطة انطلاقة للثورة الصناعيّة، وحافزاً كبيراً لتطوير الآلات بمختلف أشكالها، حيث تطور نوع جديد من الآلات والأدوات المستخدمة في الهندسة، وتلقت اعترافاً رسمياً بها في عام 1847م عندما أُنشئت مؤسسة المهندسين الميكانيكيين في برمنغهام.
إنّ الممارسة والمحاولة المستمرة، والبحث عن الحلول عند الخطأ بطرق علميّة في البحث، والتصميم، والإنتاج أدى إلى نشوء الهندسة الميكانيكيّة، حيث كان الطلب الدائم على الكفاءة سبباً في تزايد الطلب على نوعيّة العمل من المهندس الميكانيكي، والذي يتطلب درجة عالية من التعلم والمهارة.
من أهم الإنجازات التي حدثت للهندسة الميكانيكيّة في إنجلترا خلال القرن السابع عشر هو وضع إسحق نيوتن قوانين الحركة، وتطوير علم الرياضيّات، والتفاضل، ووضعه للأساس الرياضي في الفيزياء، كما أدى اختراع أدوات هندسة ميكانيكيّة جديدة في أوائل القرن السابع عشر في إنجلترا واسكتلندا إلى تطويرها كفرع مستقل في الهندسة العامة، وتشكلت أول منظمة أمريكيّة للمهندسين الميكانيكيين في عام 1880م، وكان المعهد الأمريكي الحربي أول جامعة لتدريس هذه الهندسة في عام 1825م.
وظائف الهندسة الميكانيكيّةفي وقتنا الحاضر دُمجت الهندسة الميكانيكيّة مع الطب لتشكيل الهندسة الطبيّة الحيويّة التي تعتمد على قوانينها لتصنيع الآلات الطبيّة، كما أنّ لها علاقة مباشرة مع الهندسة النانونية التي تتعامل مع أجزاء صغيرة جداً من المواد، والتي تهدف لبناء مواد لها خصائص معينة.
المقالات المتعلقة بنبذة عن الهندسة الميكانيكية