الجمهوريّة العربيّة السوريّة وعاصمتها مدينة دمشق، هي جمهوريّة مؤلفة من أربع عشرة محافظة، وتقع سوريا إلى الغرب من آسيا في منطقة الشرق الأوسط، تحدها الجمهوريّة العراقيّة من جهة الشرق، وتركيّا من الشمال، وإلى الغرب منها تحدها لبنان وفلسطين والبحر المتوسط، أما حدودها الجنوبيّة فهي مع الأردن.
المساحة والتضاريستبلغ مساحة الجمهوريّة حوالي مئة وخمسة وثمانين ألفاً ومئة وثمانين كم2، حيث تتنوّع تضاريس البلاد، فهي واحدة من الدول المطلّة على البحر المتوسط، ويبلغ طول شريطها الساحلي حوالي مئةً وثلاثة وتسعين كيلومتراً.
يقع في جنوب البلاد سهل حوران الخصيب وهضبة الجولان البركانيّة، وجبل العرب المكوّن من الصخور البازلتيّة، كما تقع إلى الشمال من البلاد سلسلة جبال لبنان الغربيّة المحاذية للحدود اللبنانيّة السوريّة، وتضمّ هذه السلسلة أعلى نقطة في البلاد والمتمثلة بجبل الشيخ أو ما يسمى بحرمون.
كلما اتجهنا إلى الشمال باتجاه سلسلة النبك والقلمون تتحوّل الأرض إلى جرداء قاحلة تمتد حتى ريف دمشق، وتعاود انبساطها من جديد مشكلةً سهول الساحل السوري وسهل الغاب، بحيث تقسمها سلسلة جبال الساحل بشكلٍ طولي، وتمتد تلك السلسلة من الحدود التركيّة وصولاً إلى لبنان، ومن هذه الجبال جبل الزاوية.
تقع مدينة حلب في أقصى الشمال السوري، وتقوم المدينة على هضبةٍ محاطة بالسهول الخصيبة وعددٍ من الجبال كجبل سمعان، ملتقيةً بوادي الفرات الخصيب الذي يمتد وصولاً إلى الحدود مع العراق. كما تقع منطقة الجزيرة في أقصى الشمال الشرقي، وقد اكتسبت المنطقة هذا الاسم لكثرة أنهارها، إضافة لكونها من أخصب الأراضي الواقعة في البلاد.
تقع بادية الشام بين سهل الغاب ووادي الفرات، وهي أرضٌ رمليّةٌ قاحلة تتخللها سلسة الجبال التدمريّة وعددٌ آخر من الجبال. أما جزيرة أرواد فتقع مقابل مدينة طرطوس، وهي الجزيرة السوريّة الوحيدة، إضافةً لعددٍ من الوديان كوادي بردى ووادي النصارى.
نبذة تاريخيّةتمّ العثور في سوريا على آثارٍ بشريّة تعود لما يقارب من مليون عام، ومن المعروف بأنّ عاصمة البلاد مدينة دمشق تعتبر من أقدم المدن في العالم، وتضمّ العديد من المستوطنات البشريّة التي تمتدّ من العصور الحجريّة.
ازدهرت البلاد منذ العصور القديمة لخصوبة تربتها واعتدال مناخها، إضافةً لاعتبارها طريقاً للجيوش والقوافل التجاريّة، فقامت على ثراها العديد من الإمبراطوريّات القويّة والمتعاقبة، وكانت تتشكل في غالبيتها في منطقة الهلال الخصيب برمته.
برزت الحضارة الآراميّة في البلاد في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد، واستمرّت محافظةً على هويّة البلاد الحضاريّة حتى حلول القرن الحادي عشر للميلاد، وتحديداً في الفترة الأنتيكيّة حيث كانت تعتبر سوريا جزءاً من الإمبراطوريّةِ السلوقيّة، ولقّب ملكها باسم (ملك سوريا)، استمر الأمر على هذا الحال حتى مجيء الإمبراطوريّة الرومانيّة تلتها الإمبراطوريّة البيزنطيّة.
بعد فتح بلاد الشام في القرون الوسطى، أصبحت سوريا حاضرة الدولة الأمويّة التي اعتبرت أكبر دولةٍ إسلاميّة في التاريخ من حيث المساحة، ثم جاءت بعدها مرحلة الدولة العباسيّة والتي نجم عنها قيام عددٍ من الدول والإمارات في البلاد، تبعها قيام دولة سوريا العثمانيّة واستمرّت على هذه الحال حتى نشوب الحرب العالميّة الأولى.
بعد انتهاء الحرب أعلن المؤتمر السوري العام استقلال سوريا في يوم الثامن من آذار من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وعشرين، لكنّ دولة الانتداب فرنسا رفضت الاعتراف بهذا المؤتمر، وعملت على إصدار مراسيم التقسيم الذي أعلنها قائد الجيوش الفرنسيّة المفوّض السامي هنري غورو في أيلول من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وعشرين للميلاد، لكنه تمّ اتحاد خمسة كياناتٍ لاحقاً بشكلٍ تدريجي ضمن الجمهوريّة العربيّة السوريّة، وبقيت على هذا الحال حتى نالت استقلالها التام عام ألفٍ وتسعمئةٍ وستة وأربعين.
المقالات المتعلقة بموضوع عن سوريا