موضوع عن رأس السنة الهجرية

موضوع عن رأس السنة الهجرية


هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

هاجر نبيّ الله محمد صلى الله عليه وسلّم من مكةَ المكرمةَ إلى المدينةِ المنوّرةِ بعد أن ازداد أذى قريش له ولأصحابه، وبعد أن تأكّد من رسوخ المعتقدات الدينيّة في نفوس المهاجرين والأنصار، واستعداد الأنصار الفعليّ لنصرته صلى الله عليه وسلّم وأصحابه، أذِن عليه السلام للمسلمين بالخروج فُرادى إلى المدينة تاركين وراءهم أموالهم وبيوتهم وتجارتهم طلباً لرضوان الله تعالى.

كانت هجرة المسلمين في البداية سرّاً بعيداً عن أعين المشركين، إلّا أن المشركين عندما علموا حاولوا ثنيهم عن الهجرة بكافة الوسائل، مثل الإغراء بالمال، والتّعذيب، وأخذِ الأبناء منهم؛ للضّغط عليهم، ولكنّهم لم يأبهوا واستمروا في طريقهم، ثم تبعهم النبي صلى الله عليه وسلّم وكان برفقته الصحابيُّ أبو بكرٍ الصّديق رضي الله عنه، وأرسلت قريش الفرسان خلفهما؛ لتقصّي طريقهما، والنَّيل منهما، إلّا أنّ الله تعالى حماهما وأعمى عيون المشركين عنهما وأوصلهما إلى المَدينة سالمَين.

عند وصول النبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة أعلن قيام الدولة الإسلامية، وأرسى قواعدها، ونظّم الاقتصاد فيها، وأمر المهاجرين والأنصار بالتآخي فشارك الأنصار المهاجرين كلَّ ما يملكون من تجارةٍ وطعامٍ وبيوتٍ إلى أنْ بدؤوا حياتهم من جديدٍ واستطاعوا الاعتماد على أنفسهم، كما نظّم النبي صلى الله عليه وسلّم العلاقات مع اليهود الذين كانوا يسكنون المنطقة، وبدأت الفتوحات الإسلامية تنطلق من تلك البقعة لنشر الدين الإسلاميِّ في جميع بقاع الأرض.

 

تأريخ الهجرة النبوية

هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلّم يوم الاثنين في ربيع الأول، ولم يكن في ذلك الزّمان أيّ تأريخٍ يعتمد المسلمون عليه، إلّا أنّ التأريخ الهجري بدأ في عهد عمر بن الخطاب عندما قدِم إليه رجلٌ، فقال: "أرِّخوا، فقال عمر: ما أرِّخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر: حسن، فأرّخوا، فاتفقوا على الهجرة ثم قالوا: من أيِّ الشهور؟ فقالوا: من رمضان، ثمّ قالوا: فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام، فأجمعوا عليه".

اعتمد عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم العام الذي هاجر فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلّم، ولكنّهم لم يَعتمدوا اليوم والشهر الذي هاجر فيه، وكان ذلك الوقت يُصادف السابع عشر من الهجرة.

أصبح بعد ذلك التقويم الهجريُّ يتكوّن من اثني عشر شهراً قمريّاً، والشهر القمري قد يكون تسعةً وعشرين يوماً أو ثلاثين يوماً، وما زال يُعتَمَد إلى الآن في بعض الدول العربية الإسلامية، وأصبح اليوم الأوّل من محرّم من كل عامٍ عطلةً وطنيّةً؛ للتنويه إلى بداية سنةٍ هجريةٍ جديدةٍ.

 

المقالات المتعلقة بموضوع عن رأس السنة الهجرية