اليتيم هو الشخص الذي فقد أحد والديه أو كليهما قبل وصوله سنّ البلوغ، ولا يوجد من يرعاه، أو من لا يملك مأوىً ومكاناً يلتجئ إليه كونه مجهول الأبوين، أو لوجود مشاكل أسريّة، وقد أوصى الإسلام باليتيم في آيات وأحاديث كثيرة، في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقال صلّى الله عليه وسلّم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بأصبعيه لسبابة والوسطى)، فمكانة كافل اليتيم كبيرة عند الله، فهو مع الأنبياء والصالحين يوم القيامة، وكفالة اليتيم تضمّ أوجه عديدة كتوفير المأكل، والمشرب، والملبس، والتعليم، أي توفير الاحتياجات الأساسية لليتيم، ومعاملته بالحسنى، وتربيته على الفضيلة، حتّى يبلغ سن الرشد ويصبح قادراً على أن يعمل ويوفر ما يلزمه من احتياجات، فالإسلام أقرّ من الحقوق ما يضمن الحياة الكريمة للأيتام، لذلك تم إنشاء دور خيرية لرعايتهم وتقديم خدمات جليلة أولاً لوجه الله تعالى، وثانياً لخدمة أولئك الأطفال والنهوض بالمجتمع والوطن.
دار الأيتامالبيت مأوى، والعائلة والأصحاب محبّة، وكلاهما بركة من عند الله، لكن ماذا لو كان أحدهم لا يملك المأوى، أو العائلة والأصحاب ليلجأ إليهم عندما تضيق به الدنيا، ذلك هو حال اليتيم، لذلك قام المرحوم "مهدى بك المصلح" هو ومجموعة من الأشخاص الذين يحبون فعل الخير والنهوض بمجتمع أفضل، بالتفكير بمكان لضمّ أولئك اليتامى كمبادرة جميلة، وإنسانية، لحمايتهم من قسوة الحياة، وجبروت الظالمين، ولم يكتفوا بمجرد التفكير بالموضوع، فقد عملوا جاهدين لإخراج الفكرة على أرض الواقع، ففي بداية شهر شوال من عام 1355هـ تم أفتتاح أول دار وكانت بالمدينة المنورة، وفي البداية كانت عبارة عن بيت صغير تمّ استئجارة، ليضمّ الأطفال اليتامى، والذين لا يملكون مأوى، ولاقت الفكرة دعماً كبيراً من قبل الناس وفاعلين الخير، فتمّ توسيع الدار في عام 1357 هـ ، وازداد عدد الأيتام في الدار، وتكوّنت هيئة إدارية مكّونة من موؤسسها مهدي بك المصلح رئيساً للدار، ومجموعة من الأعضاء، المساهمين في فعل الخير، حيث كانت الدار تدّرس الأطفال وتوفر لهم جميع الاحتياجات الأساسية، وتوفير الدفئ والحنان المفقودين لهما، وبعد ذلك تطوّرت الدار وتطورت الفكرة وأصبح في كل مكان مأوى للأطفال.
بنهاية الحديث نحن نعلم أن اليتيم مكفول برعاية الله وعونه وعنايته، ونعلم أن أفضل الخلق والمرسلين سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، نشأ يتيماً فأواه الله قال تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى)، فكل إنسان يتيم، أو مشرد، ولا يوجد له مأوى أواه الله وأغناه بفضله وهداه بهدايته.
المقالات المتعلقة بموضوع عن دار الأيتام