اسمه أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير، معروف باسم ابن كثير، ولد في قرية مجدل السوريّة في العام 701 للهجرة، وتوفي في العام 774 للهجرة في مدينة دمشق، وكان عمره ثلاثة وسبعين عاماً، وهو من كبار علماء المسلمين الذين أبدعوا في مجال الفقه والتفسير، كما أنّه مؤرخ كبير، وكان والده من قبله خطيب مسجد في مدينة البصرة العراقيّة، عندما بلغ سن الخامسة عشر ذهب إلى العاصمة دمشق، وهناك ظلّ ملازماً للشيخ جمال يوسف المزي، مؤلف كتاب تهذيب الكمال وأطراف الكتب الستة، كما تفقّه على يد شيوخ آخرين، منهم إبراهيم الفزازي، وابن تيمية، والذي ساعده على ذلك حبّه للقراءة والانتفاع بجميع العلوم، إضافةً إلى التقائه بمجموعة أخرى من كبار العلماء في مصر.
كتاب البداية والنهايةلا يمكن أن نقول إنه كتاب فقط؛ لأنّه عبارة عن موسوعة تاريخيّة عريقة، يرجع إليها حتى اليوم كبار علماء التاريخ، ويتألف من وواحد وعشرين جزءاً متسلساً بشكلٍ زمني وتاريخي، وكل واحد من هذه الأجزاء يختص بالحديث عن حقبة زمنية معينة، واعتمد ابن كثير فيه على أسلوب التبويب على الأعوام، واستطاع خلال ذلك أن يدرج الأسلوب الذي يسير عليه الكتاب، إضافةً لكيفية ترتيبه.
فاختص الجزء الأول بالحديث عن بداية الخلق، منذ خلق السماء والأرض، وسيدنا آدم عليه السلام وحتى الملائكة، إضافةً لقصة ذي الكفل، والجزء الثاني اختص بذكر قصص أخرى، وهكذا إلى أن انتهى بتوضيح علامات الساعة وصولاً إلى الفهرس، علماً أنّ الأحداث على امتداد جميع الأجزاء كانت مرتبطة معاً بشكلٍ وثيق.
مؤلّفات أخرىألّف ابن كثير الكثير من الكتب التي تركت بصمة كبيرة، إضافةً لكتاب البداية والنهاية، ومن أهمها:
المقالات المتعلقة بمن هو مؤلف كتاب البداية والنهاية