محبة الله للعبد محبة الله تعالى للعبد أمرٌ عظيمٌ ولها منزلةٌ رفيعةٌ، لا يُمكن الوصول إليها إلا باتّباع المنهج الذي رسمه الله لعباده، وتقديم أوامره تعالى ورسوله على هوى النفس وشهواتها، وكذلك الإكثار من النّوافل والطاعات والقربات؛ فإذا ما حصل العبد على محبّة ربه فستسعد نفسه وستنهال عليه الخَيرات والبَركات في الدّنيا والآخرة.
آيات وأحاديث عن محبة الله تعالى للعبد وردت آياتٌ كريماتٌ في القرآن الكريم وأحاديث كثيرةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها تبيانٌ وتوضيحٌ لصفات العباد الفائزين بمحبة الله تعالى، وعلامات هذه المحبة ومنها:
- قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران:31].
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة:54].
- (إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض) [صحيح البخاري].
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) [رواه البخاري].
علامات محبة الله للعبد - اتّباع سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهديه العظيم والاقتداء به، والابتعاد عن البِدع والضلال.
- التزام طاعة الله تعالى في كل الأحوال، ومحبّتها والرغبة فيها.
- المحافظة على أداء الفرائض كما أمر الله عز وجل.
- أدء النوافل، وعدم الاقتصار على الفرائض، فكلّما ازداد العبد من النوافل ازدادت محبة الله تعالى له.
- محبّة جبريل عليه الصلاة والسلام للعبد وكذلك أهل السماء كلهم.
- وضع القبول له في الأرض، فيُحبّه الناس كافةً وتميلُ قلوبهم له.
- حماية الله تعالى والدفاع عنه ضد أعدائه وما يُكاد له من سوء وشر.
- تيسير الأمور.
- بغض المعاصي والفواحش والنفور منها.
- المُسارعة في التوبة والرجوع لله سبحانه وتعالى.
- التطهّر من الأحداث الماديّة والمعنوية.
- عدم الخوف إلا من الله سبحانه وتعالى.
- الجهاد في سبيل الله تعالى بكافّة أشكاله سواء جهاد النفس والهوى، وجهاد الشيطان والكفّار وأعداء الدين.
- الذلّة للمؤمنين فقط، والتواضع لهم وعدم التَكبّر عليهم.
- الإحسان للخلق.
- العزّة على الكافرين، وعدم الخنوع والخضوع لهم.
- عدم خوف العبد في الله لومة لائم، طالما أنه متّبِع هدي ربّه عز وجل.
- الحبّ لله وفي الله.
- التزاور في الله وابتغاء وجهه الكريم ومرضاته.
- التناصح في الله.
- البذل في سبيل الله وحده في جميع أوجه البذل والعطاء.
- امتحان العبد بالمصائب في نفسه وأهله وولده، ولما في ذلك من تكفيرٍ للذنوب والخطايا، وتعجيلٍ للعُقوبة في الدّنيا قبل يوم القيامة.
- الصّبر عند حدوث المصيبة.
- كظم الغيظ والعفو عن الناس.
- التوفيق للعمل الصالح قبل الموت.
- استجابة الدعاء وقبوله.
- تسخير الجوارح كلّها في طاعة الله تعالى، فلا يسمع ولا يبصر ولا يفعل ولا يمشي إلا بما يُرضي الله تَعالى.
فهمٌ خاطئ قد تُبسط الدنيا وتُوسع على بعضِ الناس رغم أنّهم يفعلون المعاصي والفواحش، فيظنّ البعض أنّ هذا دليلٌ على محبّة الله لهؤلاء، وهذا ظنٌّ خاطئٌ، فالله تعالى يعطي الدنيا وزينتها لمن يحب ولمن لا يحب، فكما أعطاها لنبيّه سليمان عليه الصلاة والسلام أيضاً أعطاها لقارون وفرعون الذين عَجلّ الله لهم الطيّبات في حياتهم الدنيا، ومن ثمّ أزالها، ويوم القيامة لن يجدوا إلا الخذلان والخسران.