الدعوة هي مصطلح مرتبط بشكل كبير بالمفهوم الإسلامي والذي يمثل دعوة البشر إلى الله تعالى، وذلك من خلال قيام المؤهّل للدعوة بدعوة الآخرين إلى عبادة الله وحده وإلى الدين الإسلامي، ودلّهم على الطريق الصحيح والمنهاج السليم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى هي نعمة من نعم الله على البشرية، بحيث سخر لهم من يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور الهدى والإيمان، فهي الطريق الذي سيوصل البشر إلى الجنان.
وسائل الدعوةهي كافة الأمور التي يستخدمها الشخص الذي يقوم بالدعوة سواء كانت أمور مادية ومحسوسة، أو أمور معنوية، ويستطيع من خلالها أن ينقل دعوته إلى الناس، وعلى هذا الشخص معرفة ما يتم استخدامه في الدعوة، ومدى توافقها مع الشرع، ومدى مناسبتها مع الأشخاص المدعووين، حتّى لا تحدث مشاكل غير مرغوب بها أثناء القيام بالدعوة، فعليها أن تكون وسيلة مباحة، وتحقق المصالح للجميع ولا تسبّب الفساد، ومن هذه الوسائل التي يتمّ استخدامها للدعوة إلى الله تعالى ما يلي:
تتمثل أساليب الدعوة بالطرق والفنون التي يتخذها الداعي لتوصيل الفكرة للمدعووين، وهي علم يجب تعلمه لمعرفة كيفية الدعوة ولإزالة كافة العوائق التي تحول دون إنجاح الدعوة، ويجب أن تستمدّ هذه الوسائل من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وسيرة الصحابة الكرام، وبشرط أن يكون الأسلوب حكيماً وبالحسنى، ومن هذه الأساليب ما يلي:
الترغيبهو أن يعرض الداعي على المدعويين كافة الأمور التي تحببهم بالدين الإسلامي وذكر الثواب الذي سينالونه عند الإيمان بالله تعالى وثباتهم عليه، ويدعوهم على فعل الطاعات والواجبات التي فرضها الله تعالى على عباده، وتقديم الوعد بالثواب في الحياة الدنيا والآخرة، وتذكيرهم بكافة النعم التي أنعم الله بها عليهم، وعرض القصص السابقة عن الجزاء الذي نال الرسل والقوم المؤمنين والنصر الذي منَّ الله به عليهم، وعرض ما وعد الله المؤمنين به يوم القيامة من رحمة ومغفرة وجنات النعيم
الترهيبهو أن يعرض الداعي على المدعويين كل ما يخيفهم من الاستمرار بالمعاصي وبالكفر والطغيان، والاستمرار في عدم طاعة الله تعالى، وذلك من خلال شرح عاقبة تصرفاتهم ومقدار غضب الله عليهم، وعرض القصص السابقة عن العقاب الذي نال العصاة والكفرة، وكيف خسف الله الأرض بالأقوام الفاسقيين، والعذاب الذي نالهم في الدنيا والعذاب الشديد الذي ينتظرهم بالآخرة من جهنم وبئس المصير.
المناظرة والمجادلةالمناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن، ويستخدم هذا الأسلوب لمحاولة إقناع المدعويين بالدعوة، وتخليصهم من شكوكهم وتساؤلاتهم، وتقديم كافة الدلائل والبراهين التي تبين صحة الدعوة، وبأن ما دونها باطل وغير صحيح، وتتم المجادلة من خلال إقامة الحجة بواسطة المناظرات والمحاضرات لغير المسلمين والإجابة على كافة أسئلتهم وإفحامهم برأي الدين، ولا يصح الجدال بالأمور التي لا علم للبشر بها كطبيعة الخالق وصفاته، ويجب تقديم العقل على الظنون، وعلى المجادل أن يكون على علم شامل وكامل عن كافة الأمور الدينية والدنيوية مع علمه بالكتب الدينية المختلفة وكافة معتقداتهم وأفكارهم، وأن يكون هدفه من الجدال هو إظهار الحق وإزهاق الباطل لا مصالح شخصية، وعليه أن يكون سمحاً ومتحلياً بالأخلاق الحميدة وعدم الاستهزاء بالآخرين، وتقديم كافة الأدلة والبراهيين على صدق الدعوة، كصفات الرسول عليه الصلاة والسلام، والمعجزات العلمية في القرآن الكريم.
المقالات المتعلقة بأساليب الدعوة